أنزلت منطقتا رداع والحديدة، الواقعتان وسط وغرب اليمن على التوالي، خسائر كبيرة بالحوثيين، الذين وصلوا إليهما، بالإضافة إلى محافظات أخرى، بهدف السيطرة عليها بعد إسقاطهم للعاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي، حيث قتل وجرح العديد من مسلحي الحوثي في مواجهات دامية أجبرتهم على الانسحاب من بعض التجمعات التي كانوا يتواجدون فيها، فيما شبهه سياسيون بأن "المدينتين أصبحتا بمثابة شوكتين في حلق جماعة الحوثي"، بينما استمرت الجماعة في تعطيل مساعي الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاج لإعلان الحكومة الجديدة. ووقعت مواجهات عنيفة ليل أول من أمس بين الحوثيين وعناصر من تنظيم القاعدة في رداع، الواقعة في محافظة البيضاء، حيث هاجمت عناصر التنظيم تجمعات للحوثيين عبر سيارات مفخخة أسفرت عن سقوط العشرات في صفوفهم بين قتيل وجريح. وأوضحت مصادر محلية أن رجال القبائل تمكنوا من تفخيخ إحدى المدارس التي احتضنت تجمعاً حاشداً للحوثيين ونسف كل من فيه، إضافة إلى تفجير ثلاثة منازل أخرى كان الحوثيون يتخذونها منطلقاً لتحركاتهم، وفرض رجال القبائل حصاراً مطبقاً على الحوثيين في قلعة رداع وبعض المواقع الأخرى، وقام تنظيم القاعدة بنشر صور لتفجيرات مروعة قيل إنها صور تفجير المدرسة التي كان يتواجد فيها مسلحو الحوثي. وفي الحديدة انتفض أبناء تهامة ضد تواجد جماعة الحوثي، التي سيطرت على أجزاء كبيرة من المدينة قبل نحو أسبوعين، حيث وقعت مواجهات عنيفة بين مسلحي الحوثي وأنصار الحراك التهامي الذي أعلن ما أسماه "الكفاح المسلح " ضد الحوثيين في الحديدة، والذين تمكنوا أمس من الاستيلاء على قلعة الكورنيش التاريخية. وهاجم مسلحون مجهولون نقطتي تفتيش تابعه للحوثيين بمنطقة الزيدية وأخرى في الخشم القريبتين من الحديدة، ما أدى الى مقتل خمسة من مسلحي الجماعة وإصابة آخرين، ما دفع بمسلحي الحوثي إلى الانسحاب من بعض التجمعات التي يتواجدون فيها، بخاصة منطقة "حي اليمن" الذي فرضوا عليه حصاراً من عدة جهات خلال اليومين الماضيين. من ناحية ثانية، تظاهر آلاف من أنصار الحراك الجنوبي في عدن بعد صلاة الجمعة أمس، للمطالبة بالاستقلال، وتجمع المحتجون من أنصار الحراك في ساحة العروض بحي خور مكسر رافعين أعلام دولتهم السابقة المستقلة حتى عام 1990، وذلك في لافتات كتب عليها "التحرير والاستقلال مطلبنا، "ولن نتراجع حتى طرد المحتلين". وكان الحوثيون قد عززوا من التدابير الأمنية على مناطق تمركز مليشياتهم المنتشرة في صنعاء تحسبا لهجمات وشيكة من قبل تنظيم القاعدة تستهدف مخيمات الاعتصام المنصوبة على المنافذ الحدودية للعاصمة ومواقع تمركز الميليشيات داخلها. وتزامن تصاعد مخاوف الحوثيين من هجمات محتملة لتنظيم القاعدة على مناطق تمركزهم بصنعاء مع احتدام الخلافات الناشبة بين المكونات السياسية الرئيسة وتعذر التوصل لحسم توزيع نسب التمثيل في التشكيلة الحكومية الجديدة وتصعيد بعض الأطراف وبخاصة الحوثيين وأحزاب اللقاء المشترك، لمواقفها الرافضة لنسب المحاصصة التي كان تم التوافق عليها بشكل مبدئي وتهديد جماعة الحوثي بالتصعيد المسلح في حال لم يتم منحها 12 حقيبة وزارية، وهو ضعف العدد المحدد لها. وأثار الوصول الوشيك لأعضاء لجنة الخبراء المساعدة للجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي إلى العاصمة صنعاء المقرر يوم غد أجواء إضافية من التوتر على واجهة المشهد السياسي والأمني المتأزم، بخاصة بعد الإعلان عن عقوبات دولية ستوقع على الرئيس السابق الذي يرأس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، وزعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي. وأكد مصدر إعلامي في حزب صالح أن أي قرار سيصدر ضد أي شخص أو أشخاص أو جماعة أو ضد المؤتمر الشعبي العام أو قيادات أو أي حزب أو أي قوى سياسية في اليمن تصعيد خطير وسيكون مرفوضاً.