أكد وكيل الرئاسة العامة للأرصاد الجوية الدكتور سعد المحلفي أن المملكة تشهد تطرفاً في المناخ أسوة بباقي العالم، حيث يظهر منه نوعان، الأول شدة الجفاف الذي نلاحظه، مقابل شدة العواصف الرعدية، التي تتكون في زمن قصير، وتؤدي إلى هطول أمطار غزيرة، ويعد هذا من مظاهر التطرف المناخي. وأوضح المحلفي في تصريح ل"الوطن" أن من أهم مسببات تغير المناخ زيادة تركيز غاز الاحتباس الحراري من جراء الانبعاثات التنموية، إضافة إلى قطع أشجار الغابات، معتبرا ذلك نوعا من التطرف في المناخ لتكوين العواصف الرعدية التي تتحول إلى رياح شديدة وأمطار غزيرة. وأضاف أن ذلك يعد جزءا من التغير المناخي التدريجي الذي وصلنا إليه خلال السنوات العشر الأخيرة وتكرار مواسم الجفاف ومواسم الأمطار خلال العقود الثلاثة الماضية. وقال المحلفي إن آثار التغير المناخي تختلف من منطقة إلى أخرى، فمن آثاره على المملكة حسب ما بينت الدراسات، تعاقب موجات الجفاف التي ستؤدي إلى زيادة العواصف الرملية وزحف الرمال وأثر ذلك على المياه المتجددة والغطاء النباتي وموطن الحياة البرية. وأشار إلى أن الدراسات كشفت عن أن الظواهر الجوية الأخرى مثل العواصف الرعدية والأعاصير قد تشتد عند حدوثها، وسوف يكون هناك تغير في نمط هطول الأمطار، وهذا ما شهدناه في السنوات الأخيرة، فقد تعاقبت موجات جفاف عديدة على معظم مناطق المملكة، وكان لها آثار على الغطاء النباتي وقطاعي الزراعة والرعي ونضوب المياه الجوفية المتجددة. كما شهدت المملكة عددا من العواصف الرعدية التي أدت إلى هطول أمطار شديدة في وقت قصير على نطاق ضيق وغالباً ما تكون مصحوبة برياح هابطة شديدة، إضافة إلى حدوث السيول الجارفة. ودعا إلى تفعيل البرنامج الوطني لإدارة السيول والأودية حيث إنها تعتبر من أهم الموارد الطبيعية التي يجب المحافظة عليها وتنميتها بشكل يفي باحتياجاتنا ضمن تنمية مستدامة للأجيال القادمة.