بينما استمر القتال العنيف أمس بين قوات نظام بشار الأسد وبعض فصائل المعارضة في عدد من المناطق السورية، قال تقرير نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان في اليوم العالمي للطفل، إن 17268 طفلا سوريا قتلوا على يد قوات نظام الأسد منذ مارس 2011. وأكدت الشبكة توثيق هذا العدد بالأسماء والصور والفيديوهات وزمان القتل ومكانه، موضحة أن أغلب تلك الجرائم تم من خلال عمليات القصف العشوائي بالصواريخ، المدفعية، القنابل العنقودية، الغازات السامة، البراميل المتفجرة، وصولا إلى عمليات الذبح بالسلاح الأبيض، وذلك في مجازر عدة حملت طابع تطهير طائفي، مثل حمص، وبانياس، وجديدة الفضل والقلمون بريف دمشق، وريف حماة الشمالي، وريف محافظة حلب. وأوضح التقرير أن 4.7 ملايين طفل سوري باتوا نازحين، بينما لجأ 2.9 مليون طفل إلى خارج البلاد، في الوقت الذي حرم فيه أكثر من 1.3 مليون منهم من التعليم، إضافة إلى تجنيد قوات النظام المئات من الأطفال في عمليات قتالية، في حين بلغ عدد الأطفال الذين قتل آباؤهم على يد قوات النظام 18273 طفلا يتيما من جهة الأب، و4573 طفلا يتيما من ناحية الأم، فضلا عن اعتقال المئات وتعرض العشرات منهم لأعمال عنف جنسي، وأن أكثر من 85000 طفل ولدوا في مخيمات اللجوء لم يحصل كثير منهم على أوراق ثبوتية. يأتي ذلك في وقت يعتصم فيه 200 لاجئ سوري منذ الاربعاء الماضي أمام البرلمان في العاصمة اليونانية أثينا للمطالبة بظروف أفضل لاستقبالهم في اليونان، حيث ارتفع عدد اللاجئين ثلاثة أضعاف بين مطلع 2013 ومطلع 2014. وكانت اشتباكات عنيفة قد دارت أمس بين مقاتلي المعارضة السورية، وقوات النظام في محيط قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب في شمال سورية، نتيجة هجوم ينفذه المقاتلون على القريتين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وأشار المرصد إلى مقتل 25 عنصرا من قوات النظام أول من أمس، في معركة مع مقاتلي المعارضة في بلدة زبدين في ريف دمشق، لافتا إلى أن المقاتلين تقدموا أول من أمس باتجاه قرية الزهراء بريف حلب وسيطروا على أراض إلى الجنوب منها وأنهم يحاولون السيطرة على أراض إلى الشرق سعيا إلى انتزاع السيطرة على القرية. من ناحية ثانية، قالت تقارير إن نائب الرئيس الأميركي جون بايدن حاول خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أول من أمس، تخفيف الاحتقان بشأن الأزمة في سورية والمشاركة في الحملة ضد تنظيم داعش، لكنهما لم يتوصلا إلى تحقيق اختراق في هذا المجال. وأعلن بايدن أنه بحث مع إردوغان فترة انتقالية في سورية لا يشارك فيها الأسد. وقال في مؤتمر صحفي مع إردوغان إن الطرفين بحثا تقوية المعارضة السورية وضمان فترة انتقالية بعيدا عن نظام الأسد، إضافة إلى حرمان المتطرفين من ملاذ آمن ودحرهم وهزيمتهم. إلى ذلك، اتخذت الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض قرارات عدة مع نهاية اجتماعاتها أمس. وتضمنت القرارات تشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء لصياغة مشروع بيان يوضح موقف الائتلاف من مبادرة المبعوث الأممي إلى سورية دي ميستورا، على أن يقدم الجواب اليوم. وقررت الهيئة العامة تشكيل خلية أزمة لمتابعة التطورات العسكرية في مدينة حلب، على أن تتم تسمية خمسة أعضاء من الائتلاف لاتخاذ الإجراءات والتدابير الإغاثية واللوجستية، والتواصل مع الحكومة الموقتة والمجلس المحلي لمدينة حلب، للتنسيق معهم فيما يلزم، إضافة إلى مطالبة أعضاء الأركان في الائتلاف بتقديم خطة عسكرية للدفاع عن مدينة حلب، بالتعاون مع المجلس العسكري ووزارتي الدفاع والداخلية والفصائل الثورية خلال مدة لا تزيد عن أسبوعين من تاريخه.