نقل تنظيم "القاعدة" معركته مع جماعة الحوثي إلى العاصمة صنعاء، وذلك في ظل استمرار المواجهات الضارية بين الجانبين في محافظة البيضاء، وسط البلاد وسقوط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين، في وقت نشر فيه رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة نصيب جماعة الحوثي في الحكومة المرتقب الإعلان عنها قريباً. وكان مسلحون ينتمون إلى "القاعدة"، نفذوا ثاني هجوم مسلح على موقع تمركز للحوثيين بصنعاء، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف الحوثيين، وأشارت مصادر أمنية إلى أن مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة، هاجموا نقاط تفتيش للجان الشعبية، التابعة للحوثيين في حي شيراتون بصنعاء، حيث أسفر الهجوم عن وقوع إصابات في صفوف المسلحين المكلفين بالإشراف على أحد المدخل المؤدية إلى مقر السفارة الأميركية بصنعاء. وفي محافظة البيضاء انضم رجال قبائل إلى المعارك الدائرة ضد جماعة الحوثي في المحافظة، حيث وصل إلى منطقة المناسح المئات من رجال القبائل لتعزيز جبهة القتال المحتدمة ضد مسلحي الحوثيين. وأكدت مصادر محلية في المنطقة أن مئات من قبائل"آل غنيم السفلى" وآخرين من "السوادية والوهبية" ومناطق أخرى، وصلت بعشرات من السيارات إلى المنطقة. ويقول رجال القبائل، إنهم يسعون لما وصفوها ب"تصفية" مدينة رداع والعرش من "الغزو" الحوثي لمحافظة البيضاء، وإقليم "سبأ" الذي يضم ثلاث محافظات. وجاء هجوم القاعدة على موقع تمركز للحوثيين في صنعاء والمعارك في البيضاء رداً على خطاب لزعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي كرسه لمهاجمة "القاعدة" والدعوة إلى التصدي لتمدده في عدد من المحافظات اليمنية. وانتقد الحوثي ما أسماها " التدخلات الخارجية في شؤون اليمن"، قائلاً إنها السبب في تأخر الإعلان عن الحكومة الجديدة، التي كلف خالد بحاح بتشكيلها، إلا أنه تناسى ارتباط جماعته بإيران، التي بات دعمها للحوثيين واضحاً للعيان وتحولت الجماعة إلى رأس حربة لمشروعها المذهبي في اليمن. واتهم الحوثي في أحدث خطاب موجه له بثته قناة "المسيرة" التابعة لجماعته أطرافاً خارجية، لم يسمها، بالوقوف وراء إعاقة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اليمنية، معتبرا أن هذه الأطراف تسعى إلى فرض وصايتها السياسية على اليمن والتدخل بشؤونه الداخلية، كما أشار إلى أن هناك قوى داخلية متواطئة مع هذه الأطراف الخارجية وتلاقت مصالحها الذاتية مع تدخلاتها في اليمن. وأوضح أن بعض القوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية تنصلت من تنفيذ استحقاقات هذه الاتفاق وإعاقة إحراز أي تقدم في هذا الصدد وأنها تقف وراء التسويف والمماطلة في التسريع بتشكيل الحكومة، وأعلن تبرع الجماعة بنصيبها في الحكومة المقبلة لصالح الحراك الجنوبي، إلا أن هذه التصريحات لاقت ردود أفعال غاضبة من الجنوبيين. وأشار الحوثي إلى أن هناك أطرافاً دولية بادرت إلى تحريك الورقة الأمنية ودعم انتشار مسلحي تنظيم القاعدة في العديد من المحافظات كالجوف ومأرب والبيضاء وإب، وكشف عن طلبه من الرئيس عبدربه منصور هادي والسلطات المختصة بتحمل مسؤوليتهم في مكافحة انتشار تنظيم القاعدة، وأنه أبدى لهم استعداد الجماعة لدعم الجيش في تنفيذ هذه المهمة، لكن هذا الطلب لم يلق تجاوبا حيث إن الرئيس "اكتفى بالتفرج وعدم تحريك ساكن". وبرر الحوثي تمدد مسلحي جماعته في العديد من المحافظات بكونه إجراء اضطراري للتصدي لتوسع وتمدد "القاعدة"، مشيراً إلى أن هناك تحضيرات لتسليم التنظيم معسكرات وأسلحة تابعة للجيش. في غضون ذلك أعلن خالد بحاح، المكلف بتشكيل حكومة جديدة أن نصيب جماعة الحوثي في الحكومة ست وزارات، هي: العدل والكهرباء والطاقة والخدمة المدنية والتأمينات والنفط والثروات المعدنية والتعليم الفني والتدريب المهني ووزارة الثقافة.