أعلن التمرد الحوثي الذي يسيطر على العاصمة اليمنية رفض تعيين رئيس جديد للوزراء أمس، مؤكدا أنه "لا يلبي إرادة الشعب". وكان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قد كلف رسمياً، أمس، أحمد عوض بن مبارك بتشكيل الحكومة، بموجب اتفاق بين الرئيس وعدة أحزاب بينهم الحوثيون على تشكيل حكومة تضم جميع الأطياف. وجاء هذا التعيين بقرار رئاسي إثر اجتماع للرئيس مع مستشاريه بينهم ممثل عن المتمردين الحوثيين تم خلاله الاتفاق على اسم رئيس الحكومة. إلا أنه، وبعد تعيين بن مبارك، أصدر المكتب السياسي في جماعة "أنصار الله"، التابعة للحوثيين، بياناً جاء فيه: "نرفض بشدة هذا التعيين الذي لا يتوافق مع الإرادة الوطنية كما أنه لا يلبي إرادة الشعب". وأكدت مصادر رسمية أن هناك شبه إجماع على اختيار ابن مبارك لرئاسة الحكومة، بحكم علاقته الجيدة مع الأطراف السياسية كافة في البلاد، بمن فيهم الحوثيون، الذين استقبلوه أكثر من مرة في صعدة ضمن لجان وساطة مبعوثاً من الرئيس هادي. وشغل ابن مبارك، وهو من أبناء مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، ويحمل شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة بغداد، عددا من المناصب كان آخرها تعيينه مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية، خلفاً لنصر طه مصطفى، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، كما عمل مديرا لمركز إدارة الأعمال للدراسات العليا بجامعة صنعاء، وهو مركز يدار بصورة مشتركة بين جامعة صنعاء وكلية ماسترخت للإدارة بهولندا (أول مشروع تعليمي يمني يحصل على الاعتماد الأكاديمي من بريطانيا وأميركا). وفي 18 يناير 2013، أصدر الرئيس هادي قراراً بتسمية الدكتور ابن مبارك أميناً عاماً لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، ليتولى بذلك وعلى مدار 10 أشهر كاملة قيادة فريق من 120 موظفاً، بالإضافة إلى مئات المتطوعين من خيرة شباب وشابات اليمن، وقام بتيسير جهود الوساطة والدعم الفني لأعضاء المؤتمر ال565، كما ترأس الدكتور ابن مبارك، جنباً إلى جنب مع الأممالمتحدة لجنة التسيير وصندوق بناء السلام وأقام علاقات طيبة مع دول مجلس التعاون الخليجي وبقية المانحين وفي المراحل النهائية لمؤتمر الحوار قام بدور تيسيري لعدد من الجلسات الحاسمة في لجنة التوفيق واللجنة المصغرة من فريق القضية الجنوبية. على صعيد آخر، قتل جندي وأصيب آخر من جنود اللواء 117 مشاة أمس في هجوم شنه مسلحون يعتقد أنهم من جماعة أنصار الشريعة، الذراع اليمنية لتنظيم "القاعدة" في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، التي توصف بأنها من أخطر المعاقل الرئيسة لمسلحي جماعة أنصار الشريعة المحظورة. وأفادت مصادر عسكرية أن المسلحين باغتوا الجنود في منطقة بني زايد عندما كانوا في طريق العودة إلى معسكرهم بعد قضاء إجازة عيد الأضحى، فأردوهما قتيلا وجريحا قبل أن تهرع تعزيزات عسكرية إلى موقع الهجوم بعدما كان المهاجمون لاذوا بالفرار، مشيرة إلى أن التعزيزات العسكرية نقلت الجندي المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج وهو في حال حرجة. ولقي شاب يمني مصرعه، وأصيب أربعة آخرون إصابات بليغة، في انفجار قنبلة يدوية في صنعاء. وأوضحت وزارة الداخلية اليمنية، أن الشباب الخمسة كانوا يعبثون بالقنبلة التي عثروا عليها في مقر قيادة المنطقة العسكرية (الفرقة سابقاً)، وأن الانفجار تسبب في مقتل شاب في ال19 من عمره، وإصابة أربعة آخرين إصابات بليغة نقلوا على إثرها إلى المستشفى.