قتل ثلاثة جنود وأصيب ثمانية آخرون في هجوم انتحاري لتنظيم القاعدة بسيارة مفخخة على نقطة عسكرية بمنطقة العريف بمحافظة البيضاء. وخلف الانفجار دمارا كبيرا في النقطة العسكرية وتدميرا لسيارتين عسكريتين بالإضافة إلى الجامع التابع للنقطة العسكرية، فيما تطاير جسد الانتحاري إلى أشلاء. وقالت مصادر أمنية ومحلية إنه جرى اشتباك عقب الحادث بين المسلحين من أنصار الشريعة وقوات الجيش مما أدى إلى مقتل اثنين من تنظيم القاعدة بينهم القيادي ناصر الظفري الذي أفرجت عنه السلطات كشرط لانسحاب طارق الذهب ومسلحي القاعدة من مدينة رداع قبل عدة أشهر. وكان المسلحون من أنصار الشريعة توعدوا عقب دفن جثث قتلاهم نتيجة القصف الجوي مساء الجمعة الماضي–بالانتقام لأفرادهم. وكان القصف بطائرات أمريكية بدون طيار أدى الجمعة إلى مقتل 17 من أنصار الشريعة في البيضاء التي تشهد نشاطا كبيرا لعناصر أنصار الشريعة التي تعد أحد أجنحة القاعدة. إلى ذلك أبدى تنظيم القاعدة في اليمن استعداده للإفراج عن الضباط والجنود ال73، الذين تم أسرهم من قبل مقاتليه خلال العمليات التي نفذها مؤخرا في محافظة أبين، وقتل خلالها العشرات من الجنود وسقط المئات من الجرحى. ووفقا لموقع "مأرب برس" فقد اشترط تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في بيان صدر عنه الإفراج عن جميع معتقليه في سجون الأمن السياسي والأمن القومي، مقابل الإفراج عن الضباط والجنود الأسرى لديه ، محملا السفير الأمريكي بصنعاء والرئيس عبد ربه منصور هادي المسؤولية الكاملة عن مصيرهم. وألمح تنظيم القاعدة في بيانه إلى استعداده للحوار مع من وصفها ب"حكومة صنعاء" ، مستنكرا ما وصفه بإصرار السفير الأمريكي والرئيس هادي على التصعيد لشن حرب وصفها ب"غير المبررة على المجاهدين من أنصار الشريعة في أبين". من جانب آخر من المقرر أن يعلن اليوم الأربعاء في العاصمة صنعاء عن حزب سياسي للسلفيين في اليمن، وهو ما يعد تحولا نوعيا في نشاط الجماعات السلفية في اليمن التي كانت ترفض المشاركة في النشاط السياسي وتعتبره بدعة. وكان السلفيون افتتحوا أمس الثلاثاء وتحت شعار "السلفيون والعمل السياسي"، أعمال المؤتمر السلفي العام، بمشاركة نخبة من قادة العمل السلفي من مختلف الفصائل. وقال الشيخ مراد القدسي أحد أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر السلفي ل "الرياض" إن تجربة السلفيين في مصر كانت عاملا محفزا لهم لإعلان تكتل أنفسهم في كيان سياسي. واكد ان الدعوة الى تشكيل كيان سياسي للسلفيين لقيت ترحيبا كبيرا في أوساط الجمعيات والتكتلات السلفية الموجودة في اليمن، متوقعا أن عدد الذين سيقبلوا على الانخراط في العملية السياسية لن يتجاوز 10% من مجموع السلفيين المنتشرين في كثير من المناطق اليمنية وخاصة الجنوب. وأكد السلفيون ان حزبهم الذي لم يكشف عن اسمه ومن المتوقع أن يكون حزب التمكين لن يكون حزبا مناطقيا أو مذهبيا، بل حزبا لكل اليمنيين. وقال الدكتور محمد بن موسى العامري رئيس اللجنة التحضيرية إن حزب السلفيين لن يكون موجها ضد أحد أو جهة. لكن بعض الكلمات في المؤتمر أكدت أن هناك مخاطرا تحيط باليمن من دعوة الى الانفصال ودعوة الحوثيين المدعومة من إيران مما يوجب توحيد الجهود السلفية. وقال العامري :"نمد اليوم أيدينا لكل مخلص للوطن. نريد يمناً يتحقق فيه الإيمان والحكمة والفقة والعدل والشورى.. نريد يمناً آمنا ومستقرا وموحدا." واعتبر القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف الأسبق أن مؤتمر السلفيين يشكل بداية مرحلة جديدة من الحركة السلفية في اليمن والتي كانت توصف بالجمود والتحجر والبعض يصمها بالتشدد والتطرف حسب تعبيره.