طوى مشروع تطوير جسر الجمرات العملاق، مشكلات زحام الحجيج عند رمي جمراتهم، وبخاصة في ثاني ليال التشريق، التي يتعجل فيها الحجيج بكثرة. ففي السابق كان هذا الجسر قبل تطويره يشكل عبئاً على الأجهزة الأمنية والحجيج على حد سواء، بسبب عدم ملاءمة المساحة القديمة، مقارنة بأعداد الحجاج الكبيرة، التي كانت تسبب العديد من الحوادث خلال الأعوام التي خلت. أما اليوم فقد اختلفت نظرة الحجيج ورجال الأمن المكلفين بتفويج الحجيج على جسر الجمرات، وأصبح الحاج يؤدي نسك الرمي بسهولة تامة، لتعدد طوابق الجسر وتعدد المسارات المؤدية إليه، مما أدى لحفظ أمن وسلامة الحجاج. قائد قوات الطوارئ الخاصة اللواء خالد القرار و21 ألفاً ما بين ضابط وفراد، موكل إليهم تنظيم تنقلات الحجيج في كافة المشاعر المقدسة والمنطقة المركزية المجاورة للمسجد الحرام. الذين أنهوا جزءاً كبيراً من مهمتهم أمس في تنظيم دخول وخروج الحجيج من وإلى منشأة جسر الجمرات بواقع 15 ألف ضابط وجندي يحدون من عمليات التدافع ويسهمون في فك التكتلات البشرية فأضحوا مضرب المثل على مستوى العالم في فن وعلم "إدارة الحشود". "الكردون البشري" دائرة من عناصر قوات الطوارئ، بغرض حماية كبار السن من زحام الحجيج عند شاخص الرمي، حيث يقومون بتقريبهم من الشاخص لتمكينهم من رمي الجمرات، وإعادتهم إلى المنطقة الخلفية لإبعادهم عن مناطق التي تشهد كثافة عالية من الحجيج. في حين أن "الكردون المستطيل" يقوم بتوجيه الحجيج عند جسر الجمرات في ممرات مستقيمة، بغرض عدم تكدسهم في المسارات. كبار ضباط الطوارئ تابعوا أمس، مئات الشاشات ويتحدثون مع الحجاج من خلال آلاف المكبرات الصوتية، بلغات متعددة، لتوجيههم وتحذيرهم ومنعهم من الدخول في المناطق التي تشهد كثافات عالية، يواكب هذه المتابعة الآلية تدخل أفراد القوة الميدانية على كافة أدوار الجسر لتنفيذ ما رصدته الكاميرات. الساعة الخامسة عصرا أمس شهدت "القوة" من داخل غرفة العمليات بجسر الجمرات لحظات نجاح وفرح بتخطي مرحلة الخطر في تفويج نحو مليون و400 ألف حاج يوم التعجل، وهنأ رجال الطوارئ بعضهم بعضا، واصطفوا في طابور أمام قائدهم مؤدين التحية العسكرية.