أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنه لم يتم حتى الآن تحديد استراتيجية لتدخل عسكري أميركي محتمل في سورية للتصدي للمقاتلين المتطرفين، داعيا إلى عدم توقع ضربات جوية على الأمد القصير. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أول من أمس: "لا أريد أن أضع العربة أمام الحصان. ليس لدينا استراتيجية حتى الآن. نحتاج إلى خطة واضحة"، واعدا بالتشاور مع الكونجرس في هذا الشأن، مشيرا إلى أنه ليس على الولاياتالمتحدة أن تختار بين نظام بشار الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف. وأضاف: "نواصل دعم المعارضة المعتدلة لأن علينا أن نؤمن للناس في سورية بديلا عن الأسد أو تنظيم "داعش"، مكررا أن النظام السوري فقد "أي شرعية" على الساحة الدولية". في غضون ذلك، حملت الولاياتالمتحدة أول من أمس جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، مع مجموعات مسلحة أخرى، مسؤولية احتجاز 43 جنديا دوليا ينتمون إلى قوة الأممالمتحدة في هضبة الجولان السورية المحتلة. وطالبت الخارجية الأميركية في بيان ب"الإفراج الفوري وغير المشروط" عن هؤلاء الجنود الذين ينتمون إلى قوة حفظ السلام. فيما أعلن الجيش الفيليبيني أن عشرات من عناصر قوة حفظ السلام الفيليبينيين المكلفين مراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسورية في هضبة الجولان مستعدون للقتال للدفاع عن موقعهم في مواجهة تقدم مسلحي جبهة النصرة الذين يحاصرونهم. من ناحية ثانية، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن عدد اللاجئين السوريين بلغ 3 ملايين بعد حوالى 3 سنوات ونصف السنة من نزاع دامٍ، وبسبب حرب تشهد تصعيدا متزايدا مع الممارسات الوحشية لتنظيم "الدولة الإسلامية". كما أدت أعمال العنف إلى نزوح أكثر من 6,5 ملايين شخص داخل البلاد، ما يعني أن حوالى 50% من السوريين اضطروا لمغادرة منازلهم، بحسب المفوضية. ونددت الأممالمتحدة بظروف "مزرية داخل البلاد"، مشيرة إلى أن هناك مدن "سكانها مطوقون وجائعون ويستهدف فيها المدنيون أو يقتلون بشكل عشوائي". ميدانيا، تعرض حي جوبر في شرق دمشق أمس لقصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف من قوات الأسد في إطار عملية عسكرية متواصلة لليوم الثاني بهدف استعادة السيطرة على الحي الاستراتيجي، بحسب ما أفاد مصدر رسمي والمرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود. ويسيطر مقاتلو المعارضة على الحي منذ أكثر من سنة، ويعتبر استراتيجيا لأنه يؤدي إلى ساحة العباسيين التي تقود إلى وسط العاصمة، بينما يتصل من الناحية الأخرى بمنطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تشكل معقلا بارزا للمعارضة المسلحة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن قوات النظام "سيطرت على عدد من كتل الأبنية في جوبر". ومن جهته، وصف مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، العملية بأنها "الأعنف" منذ سيطرة مقاتلي المعارضة على الحي، وتستخدم فيها الطائرات والصواريخ والمدفعية. وأشار إلى أن حزب الله "يشارك في العمليات إلى جانب قوات النظام"، وأن "صواريخ أرض-أرض المستخدمة إيرانية، من ترسانة الحزب اللبناني". وأوضح أن العملية "تهدف إلى السيطرة على الحي والتقدم نحو الغوطة وإبعاد المقاتلين عن دمشق".