خرج السوريون كعادتهم في يوم الجمعة للتظاهر ضد نظام الرئيس بشار الأسد. حيث أطلقوا على هذه الجمعة اسم( الغوطة والقصير إرادة لاتنكسر). في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الطيران الحربي شن غارة على مناطق في حي "جوبر" بمحافظة دمشق. وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الجمعة، " سمع صوت انفجار عنيف في العاصمة دمشق بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة". وأضاف أن الطيران الحربي شن غارات عدة على مناطق في بلدتي بصرى الشام وإنخل بمحافظة درعا جنوب سورية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في الحي الشرقي لبلدة بصرى الشام. وأوضح المرصد أن قصفا عنيفا استهدف مناطق في بلدة إنخل بدرعا، ما أدى لأضرار في ممتلكات السوريين وحركة نزوح لأهالي إنخل. وقال المرصد إن الثوار استهدفوا مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة، شمال وسط سورية بصواريخ محلية الصنع، وأنباء عن سقوط خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية فيما تعرضت مناطق في مدينة الطبقة لقصف من الطيران الحربي والمدفعية من قبل القوات النظامية. وأضاف المرصد أن الكتائب المقاتلة سيطرت فجر أمس الجمعة على عدة مبان داخل مطار "منغ" العسكري المحاصر منذ عدة أشهر في محافظة حلب شمال سورية عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية. وأن اشتباكات أخرى تدور بين مقاتلين من المعارضة والقوات النظامية عند أطراف قرية خان طومان في محاولة من القوات النظامية لاقتحام البلدة. وكان جيش النظام قد استعاد الخميس نقطة العبور الوحيدة في الجولان على خط وقف اطلاق النار مع اسرائيل في ضربة مؤلمة جديدة للمتمردين غداة هزيمتهم في مدينة القصير الاستراتيجية. وفي نيويورك بدأت في الاممالمتحدة مباحثات لتعويض الجنود النمساويين الذين قررت فيينا سحبهم من قوة الاممالمتحدة لمراقبة فك الاشتباك في الجولان، اثر وقوع معارك. وحول احتمال استخدام اسلحة كيميائية في الحرب في سوريا المستمرة منذ اكثر من عامين، اكدت الولاياتالمتحدة انها تدرس معلومات ارسلتها فرنسا بشأن استخدام غاز السارين. وفي الجولان اعلن مصدر امني اسرائيلي ان "الجيش السوري استعاد السيطرة على معبر" القنيطرة وذلك بعد ساعات قليلة من اعلان المعارضة المسلحة سيطرتها عليه. وأكد مراسل وكالة فرانس برس استعادة الجيش السوري للمعبر الوحيد بين سوريا واسرائيل الواقع قرب مقر قيادة قوة مراقبة فك الاشتباك التابعة للامم المتحدة مضيفا انه شاهد قوات الجيش السوري تنشر دباباتها على المعبر. ويقع معبر القنيطرة في المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات هضبة الجولان التي سيطرت اسرائيل على قسم كبير منها في 1967 وضمته في 1981 وهو ما لم تعترف به الاسرة الدولية. وللقنيطرة اهمية استراتيجية لقربها من العاصمة دمشق. وعززت اسرائيل التي هي رسميا في حالة حرب مع سوريا، وجودها العسكري في القسم الذي تحتله من الجولان منذ 1967. وشوهدت دبابات اسرائيلية تنقل على شاحنات غير بعيد من المعبر. واشارت الاممالمتحدة الى اصابة عنصرين من عناصرها بجروح طفيفة بعد قصف الجولان واعلنت النمسا سحب عناصرها ال 378 في قوة الاممالمتحدة بالجولان. وتعرضت هذه القوة مرارا الى هجمات بسبب توغلات الجيش والمتمردين في المنطقة واجبرت على تقليص دورياتها. واحتجز عناصر فيليبينية من القوة مرتين في الاشهر الاخيرة. ومع هذه الانتصارات يبدو النظام في موقع قوة خصوصا قبيل انعقاد مؤتمر السلام الدولي الذي ترغب واشنطنوموسكو في تنظيمه في يوليو وسط صعوبات. واشادت روسيا التي تدعم النظام السوري، ب"النجاح" الذي حققه الجيش في القصير مشيرة مع ذلك الى ان استخدام القوة لن يحل المشكلة في سوريا. وتعتبر منطقة القصير ملتقى طرقات تموين للجيش كما للمعارضة وهي بين دمشق والساحل الذي يعتبر معقل الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد. وفي لبنان المجاور قتل شخص في معارك عنيفة بين لبنانيين من مؤيدي النظام السوري ومعارضيه في قلب مدينة طرابلس هي الاولى من نوعها في وسط المدينة منذ 2008. وانتشر الجيش وتمكن من اعادة الهدوء. أما في الاردن فقد هددت السلطات السفير السوري باعلانه شخصا غير موغوب فيه اذا ما استمر في الاساءة الى المملكة وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين البلدين الجارين. استمرار الحديث عن جنيف2 سياسيا أكد نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف على أن مؤتمر " جنيف 2 " سيهدف إلى إنشاء هيئة انتقالية توافقية يتكون أعضاؤها من الحكومة السورية والمعارضة الوطنية. ونقلت قناة "روسيا اليوم" الروسية الإخبارية عن بوجدانوف قوله إن الهيئة يجب أن تمتلك كافة الصلاحيات التنفيذية في المرحلة الانتقالية. وأضاف مبعوث الرئيس بوتين أن "المعارضة التي يجب أن تتمثل في هذه الهيئة هي المعارضة الوطنية التي تتمتع بنفوذ في المجتمع السوري". وأشار بوجدانوف إلى أن كافة القوى الراديكالية المتطرفة التي تقاتل على الأراضي السورية يجب أن لا يكون لها مكان في عملية التسوية المستقبليةفي البلاد. وأعرب بوجدانوف عن أمله في أن يتمكن الجانب الأمريكي من إقناع الائتلاف السوري المعارض بتحديد وفده التفاوضي إلى "جنيف2" قبل اللقاء التشاوري القادم المقرر عقده في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. يذكر أن موسكووواشنطن هما من دعتا إلى هذا المؤتمر خلال محادثات جمعت بين وزير الخارجية الروسي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري في العاصمة الروسية موسكو.