سيطرت القوات النظامية السورية الاربعاء على بلدة رنكوس في منطقة القلمون شمال دمشق بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة متواصلة منذ امس، حسبما افاد التلفزيون الرسمي. ونقل التلفزيون في شريط اخباري عن مصدر عسكري ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة انجزت الان عملياتها في بلدة رنكوس واعادت الامن والاستقرار اليها بعد ان قضت على اعداد كبيرة من الارهابيين". وكان التلفزيون ذكر في وقت سابق من اليوم ان القوات النظامية "تواصل تقدمها في مدينة رنكوس بريف دمشق وتلاحق فلول العصابات الارهابية في اطراف الحي الشمالي والمزارع المحيطة"، مشيرا الى ان القوات النظامية "تقضي على اعداد كبيرة من الارهابيين". وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان القوات النظامية دخلت بعض اجزاء البلدة، مشيراً إلى ان المعارك مستمرة في الداخل. وكان المرصد افاد صباح اليوم عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من جهة اخرى في محيط رنكوس في محاولة من القوات النظامية السيطرة على البلدة. كما قصفت القوات النظامية مناطق في البلدة". وذكر ناشطون ان القصف على البلدة كان عنيفاً جداً. وبدأت القوات النظامية الثلاثاء هجومها على رنكوس التي تعتبر من آخر المناطق التي لا يزال مقاتلو المعارضة يتواجدون فيها في القلمون الى جانب مناطق جبلية محاذية للحدود اللبنانية، وبعض القرى الصغيرة المحيطة برنكوس مثل تلفيتا وحوش عرب وعسال الورد ومعلولا. وكانت القوات النظامية سيطرت في منتصف آذار (مارس) على بلدة يبرود، آخر اكبر معاقل مجموعات المعارضة المسلحة في القلمون. وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية لانها تربط بين العاصمة ومحافظة حمص في وسط البلاد. كما ان سيطرة القوات النظامية عليها من شأنها اعاقة تنقلات مقاتلي المعارضة بينها وبين الاراضي اللبنانية. واشار المرصد الى ان مناطق اخرى في ريف دمشق، لا سيما في الغوطة الشرقية تتعرض لقصف من قوات النظام. وقتل في معارك اليوم ستة مقاتلين معارضين بحسب المرصد "احدهم قائد لواء اسلامي مقاتل"، وذلك غداة مقتل 22 مقاتلا آخرين "في قصف على مناطق تواجدهم واشتباكات مع حزب الله اللبناني والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، في القلمون والمليحة ومناطق أخرى من الغوطة الشرقية". ويقول المرصد ان حزب الله اللبناني "يقود العمليات العسكرية من جانب قوات النظام في منطقة القلمون" وهو "مدعوم من مسلحين موالين للنظام سوريين وغير سوريين ومن سلاح المشاة السوري ومدفعية الجيش السوري". من جهة اخرى، افاد المرصد عن قصف ليلي على حي جوبر في شرق العاصمة ومخيم اليرموك في جنوبدمشق ترافق "بعد منتصف ليل امس مع اشتباكات بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية للنظام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اخرى معارضة من جهة ثانية على مدخل مخيم اليرموك". ومنذ صيف 2013، تفرض القوات النظامية السورية حصاراً خانقاً على اليرموك. لكن تم في شباط (فبراير) التوصل الى هدنة هشة قامت خلالها منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (اونروا) بادخال مساعدات غذائية واجلاء الاف الاشخاص المرضى والمسنين. الا ان الهدنة لم تصمد إلاّ أسابيع. ويستمر ادخال المساعدات بتقطع، بحسب الوضع واذونات المرور التي توافق عليها السلطات.