قلل اتحاد القوى الوطنية من أهمية دعوة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نوري المالكي الكتل السياسية إلى خفض سقف مطالبها في مفاوضات تشكيل الحكومة، وانتقاده لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن لطرحه مشروع تقسيم العراق. وحذر الاتحاد من استخدام المالكي لنفوذه في تجاهل مطالب الكتل النيابية وعرقلة سير المفاوضات، وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد النائب محمد إقبال ل"الوطن": "إن مفاوضات تشكيل الحكومة تسير بشكل سلس على الرغم من بعض العقبات التي تعترضها نتيجة التركة الثقيلة التي خلفها المالكي وأدت إلى اتساع الخلاف بين الكتل السياسية. وأضاف: مطالبنا دستورية وقانونية تتعلق بتحقيق مبدأ الشراكة بإدارة البلاد وضمان حقوق جميع المكونات الاجتماعية في حكومة وطنية وإلغاء سياسية التهميش والإقصاء" محذرا من استخدام نفوذ المالكي في عرقلة المفاوضات "بوصفه ما زال يدير حكومة تصريف الأعمال ويشغل الأمانة العامة لحزب الدعوة الإسلامية الذي يعد العبادي واحدا من قيادييه". وكان التحالف الوطني العراقي قد حدد بعد غد الأحد ليكون آخر موعد لتسلم مرشحي الكتل السياسية لشغل الحقائب الوزارية، مؤكدا إعداد ورقة تفصيلية لتلبية مطالب جميع الأطراف وبما ينسجم مع الدستور. وقال عضو اللجنة التفاوضية المنبثقة عن التحالف خالد الأسدي ل"الوطن": إن اللجنة التفاوضية حددت بعد غد كآخر موعد لتسلم مرشحي الكتل السياسية للمناصب الوزارية بهدف التوصل إلى اتفاق مشترك لدعم رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي لإنجاز مهمته بأسرع وقت"، مبينا اعتماد التحالف الوطني ورقة تفصيلية لتلبية مطالب جميع الكتل السياسية التي تنسجم مع الدستور، وقال "المفاوضات متواصلة بين الكتل لبحث مطالبها وبدورنا اعتمدنا ورقة تتضمن تلبية تلك المطالب على وفق الدستور للخروج بحكومة منسجمة قادرة على تنفيذ برنامجها للمرحلة المقبلة ومواجهة التحديات الأمنية". وفي اجتماع عقد مساء أول من أمس في منزل رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي بحضور رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي عادل عبدالمهدي ورئيس حزب المؤتمر أحمد الجلبي، اتفق المجتمعون على دعم العبادي وتذليل العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة. وعلى صعيد متصل، أعلن ائتلاف "متحدون" بزعامة أسامة النجيفي المنضوي ضمن اتحاد القوى الوطنية ترشيح النجيفي لمنصب نائب رئيس الجمهورية، وقال القيادي في الائتلاف أحمد الجبوري ل"الوطن": حصل اتفاق داخل اتحاد القوى الوطنية على حسم قضية ترشيح رئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي لمنصب نائب رئيس الجمهورية وتم إبلاغ التحالف الوطني بذلك. ويضم اتحاد القوى الوطنية كتلا نيابية تمثل تنظيمات سياسية سنية، من أبرزها العربية بزعامة صالح المطلك والحزب الإسلامي العراقي، وائتلاف "متحدون" للإصلاح. إلى ذلك، دعا الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي إياد السامرائي إلى توحيد مواقف القوى السياسية لسنة العراق، وقال في مقال بعنوان (نحو مشروع سنّي عراقي متكامل) نشر في موقع الحزب الإلكتروني "إن مجتمع السنة منقسم على نفسه، وهذه الحقيقة الأساسية التي لا يمكن نكرانها"، مبيناً أن "الساحة السنّية تتنازع فيها توجهات عدة بين تأييد العملية السياسية أو رفضها بالجملة، وبين المناداة بالإقليم والسعي لإفشاله". وقال السامرائي في مقاله إن الحزب الإسلامي يعد طرفا رئيسيا في تحالف القوى الوطنية، ورئيس البرلمان سليم الجبوري يعد واحدا من أبرز قيادييه، مضيفا أنه "لا يمكن للسنّة النجاح وهم يعانون من هذا الانقسام؟ لأنهم سينشغلون في الصراع مع بعضهم عملياً وإن أظهروا أنهم يصارعون آخرين من غير مكونهم، ولن تكون لهم استراتيجية واحدة ولن يعرفوا مع من يقفون وممن يطلبون الدعم والإسناد وستقف القوى الخارجية محتارة كيف ومع من تتعامل من بين هذه القوى". ولفت السامرائي إلى أهمية العمل على تشكيل إقليم على وفق ماورد في الدستور: ""ندعوا اليوم إلى مشروع سنّي متكامل، وملامحه هي المسار السياسي، والتأييد الدولي والإقليمي، وإدانة الإرهاب وتجنبه، تشكيل الإقليم حق دستوري، وترسيخ الديموقراطية في الإقليم السني وفي العراق، ودعم المطالب التي رفعتها الجماهير المنتفضة والقوى السياسية والمجتمعية". وفي شأن آخر، استقبل رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي أمس قائد المنطقة الوسطى للقوات الأميركية المكلفة بأمن الشرق الأوسط الجنرال لويد أوستن والوفد المرافق له. وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء المكلف "أن العبادي بحث مع أوستن والوفد المرافق له الأوضاع الأمنية التي يشهدها العراق والمنطقة، وبحث الجانبان التعاون الأمني بين العراق وأميركا حسب الاتفاقية الاستراتيجة الموقعة بين البلدين وأن يكون هناك دعم دولي للعراق في مجال مكافحة الإرهاب". وأضاف البيان أن الجنرال أوستن أعرب عن استعداد أميركا لمساعدة العراق في المجال الأمني وتدريب القوات العراقية".