شكل مجلس النواب العراقي لجنة تضم رؤساء الكتل النيابية التي تمثل المكونات العراقية في البرلمان، ستتولى مهمة التنسيق مع رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، فيما رفض رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي التخلي عن المنصب. وقال عضو التحالف الوطني النائب عن كتلة المواطن فالح الساري ل"الوطن"، إن "البرلمان شكل لجنة سباعية برئاسة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وتضم في عضويتها رؤساء الكتل السياسية ستخذ على عاتقها وضع الآلية المناسبة في توزيع الوزارات بين الكتل المشاركة في الحكومة". وبدوره شكل التحالف الوطني لجنة تضم ثمانية أعضاء يمثلون أطرافه، تتولى التفاوض مع الكتل النيابية الأخرى لغرض الإسراع في إنجاز تشكيل حكومة تستوعب كل المكونات العراقية. وفيما رحبت أوساط سياسية تمثل سنة العراق بتكليف العبادي بتشكيل الحكومة، دعت إلى تنفيذ مطالب المحافظات المنتفضة. وفي هذا السياق قال النائب محمد إقبال المتحدث الرسمي باسم اتحاد القوى الوطنية العراقية الذي يضم ائتلاف "متحدون" بزعامة أسامة النجيفي والحزب الإسلامي العراقي، وائتلاف العربية بزعامة المطلك ل"الوطن": سنبذل كل الجهود والتعاون مع العبادي في تحقيق الإصلاح بتنفيذ مطالب المعتصمين في المحافظات التي شهدت حركة احتجاج ضد ممارسات المالكي. معربا عن اعتقاده بأن التوجه العام: "يسير نحو تشكيل حكومة تكنوقراط تضم 20 وزارة ستوزع طبقا للاستحقاق الانتحابي، شريطة أن يتمتع المرشح لحمل الحقيبة الوزارية بمواصفات الخبرة والكفاءة". وتركت حكومة المالكي خلافا واسعا بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان حول الكثير من القضايا، تتطلع القوى الكردستانية إلى حسمها في المرحلة المقبلة، وقالت عضو قائمة تغيير، النائب سروة عبدالواحد ل"الوطن"، إن القوى الكردية ستعلن عن تشكيل لجنة لخوض جولة التفاوض مع الكتل النيابية الأخرى بخصوص تشكيل الحكومة، وسنضع المطالب الكردية المتعلقة بإقرار قانون النفط والغاز وحسم قضية المناطق المتنازع عليها وتنظيم العلاقة بين المركز والإقليم طبقا للدستور ورقة عمل لتجاوز أخطاء المرحلة السابقة، وبما يخدم المصالح الوطنية لجميع مكونات الشعب العراقي، "مشيرة إلى استعداد القوى الكردية "للتعاون مع العبادي في إنجاز مهمته وصياغة برنامج حكومي يسهم في بناء دولة الموسسات، ويحقق الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد". وفي الوقت الذي يتواصل الدعم الدولي عبر بيانات واتصالات أجراها رؤساء دول كبرى مع رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، أعلن ائتلاف دولة القانون رفضه التخلي عن الحكومة. وقال عضو الائتلاف النائب كاظم الصيادي، في تصريح صحفي إن "رئيس الجمهورية معصوم يتلقى أوامره من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني والأميركيين بتكليف العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة"، مضيفا أن "الحكومة الجديدة إذا تشكلت فإنها صناعة أميركية بارزانية"، مبينا أن "من حق المالكي عدم تسليم الحكومة للعبادي وذلك لعدم دستورية الحكومة الجديدة". وقدم ائتلاف دولة القانون أمس طعنه إلى المحكمة الاتحادية في قضية ترشيح العبادي بوصفه الكتلة النيابية الأكبر في البرلمان. وفي الشأن الأمني، أعلنت وزارة الداخلية مقتل جنديين وإصابة ثمانية من منتسبي الجيش العراقي؛ إثر سقوط ثلاث قذائف هاون بالقرب من ثكنتهم الواقعة في منطقة الرضوانية غربي العاصمة بغداد. وعلى صعيد آخر، أعلن قائد شرطة الأنبار، اللواء أحمد صداك الدليمي، استكمال الاستعدادات لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في مناطق متفرقة من المحافظة؛ لتحريرها من سيطرة الجماعات المسلحة. وتابع، إن "الخطوة التي ستعقب تطهير الحامضية والبوعيثة ومنطقة شارع محيط الرمادي الشمالي الشرقي، ستكون تطهير مناطق حي التاميم والخمسة كيلو".