نجحت مصر مجددا في إبرام وقف إطلاق نار في قطاع غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين يبدأ تنفيذه من السابعة مساء أمس بتوقيت القاهرة، فيما أكد الرئيس محمود عباس التوصل إلى اتفاق "شامل ودائم" حول وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة وموافقة القيادة الفلسطينية عليه. وعدت حركة (حماس) الاتفاق بأنه نصر، إذ نقلت فضائية الأقصى التابعة للحركة عن نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية قوله: "نحن على أبواب تفاهمات سياسية تتوج صمود شعبنا وأداء المقاومة". بدوره، قال عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق في بيان: "انتهت المفاوضات وصولا للتفاهمات التي تتوج صمود شعبنا ونصر مقاومتنا. في انتظار البيان المحدد لنقطة الصفر، ووقف العدوان"، فيما قال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق "قريبون من الإعلان عن اتفاق لوقف العدوان". وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الوطن" أن الاتفاق جاء بعد جهود مضنية قادتها مصر مع الطرف الإسرائيلي على مدى اليومين الماضيين فيما أن الرئيس عباس كان أبلغ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل يومين موافقة جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس على وقف إطلاق النار مطول. وتشير المصادر إلى أنه خلال المفاوضات سيجري فتح معابر قطاع غزة تدريجيا وتوسيع منطقة الصيد تدريجيا على أن يجري بحث القضايا العالقة وهي المطار والميناء والإفراج عن أسرى. في الغضون كثف الاحتلال الإسرائيلي من هجماته على قطاع غزة وهو ما أدى إلى استشهاد 7 شهداء مما رفع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ الثامن من الشهر الماضي إلى 2139 شهيدا، منهم 577 طفلا، و260 سيدة، و101 مُسِنّ، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 10870، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وهدمت قوات الاحتلال عددا من الأبراج التي تضم عشرات الوحدات السكنية في غزة ما عد بأنه عقاب جماعي. وقال عضو (حماس)عزت الرشق في بيان: "إن استهداف وتدمير الأبراج السكنية وآخرها برج الإيطالي والباشا جرائم حرب ودليل جنون وتخبط وهستيريا تصيب نتنياهو وجيشه لفشلهم في مواجهة المقاومة". كما قصفت قوات الاحتلال مدرستين وعددا من المساجد في قطاع غزة بادعاء إطلاق صواريخ من داخلها أو محيطها. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الفلسطينيين أطلقوا ما يزيد على 80 صاروخا على إسرائيل يوم أمس مما أدى إلى وقوع أضرار وجرحى. وذكر أن أحد الصواريخ سقط على منزل في مدينة عسقلان مما أدى إلى تدمير عدد من الغرف فيه إضافة إلى الإضرار بعدد من الشقق المحيطة وإصابة 70 إسرائيليا بجروح. إلى ذلك، أدانت الحكومة الفلسطينية في ختام اجتماعها الأسبوعي أمس برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله "حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال في قطاع غزة وصمت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم وعن موجة الجرائم والتصعيد الأخيرة بتدمير الأبراج السكنية وتدمير وزارة الأشغال العامة والإسكان تدميرا كاملا". وأعلنت أنها استمعت إلى "تقرير عن تقدم عمل اللجنة الوزارية المكلفة بالتحضير لإعادة إعمار قطاع غزة، حيث أفادت اللجنة أنه يجري الآن حصر الأضرار التي لحقت في القطاع في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبنية التحتية والحوكمة، وإعداد التقرير الذي سيتم عرضه على مؤتمر المانحين المقرر عقده في القاهرة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الإجرامي على القطاع". ووجهت "نداءً عاجلا إلى جميع الدول الشقيقة والصديقة إلى سرعة تقديم المزيد من المساعدات المالية والإنسانية لإغاثة أهلنا في قطاع غزة".