شهدت غزة وبقية مدن القطاع احتفالات شعبية بالهدنة "والنصر" ونزل الاف الفلسطينيين الى الشوارع للاحتفال مرددين عبارات النصر والاحتفال. ورددت المساجد في غزة تكبيرات النصر عبر مكبرات الصوت ووجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطاباً للشعب الفلسطيني معلناً عن بدء سريان وقف اطلاق النار ودعا إلى سرعة ادخال المساعدات الى قطاع غزة، وعبر عن شكره لجهود القيادة المصرية. وقال موسى ابومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إن الاتفاق يلبي مطالب الفلسطينيين ويمثل نصرا للمقاومة. وكتب أبو مرزوق على صفحته على فيسبوك "انتهت المفاوضات وصولا للتفاهمات التي تتوج صمود شعبنا ونصر مقاومتنا، في انتظار البيان المحدد لنقطة الصفر، ووقف العدوان". كما قال المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري إن الاتفاق يعتبر انتصارا للفصائل الفلسطينية المقاتلة وانتصاراً لغزة وتحقيقاً لمعظم المطالب الفلسطينية الآنية وتقريباً للمطالب المستقبلية: ويتضمن الاتفاق وقفا لإطلاق النار، فتح المعابر والسماح بادخال المساعدات بما يحقق متطلبات اعادة الاعمار، والاتفاق على زيادة مساحة الصيد على سواحل القطاع الى6 اميال بحرية. ويتضمن الاتفاق عودة الطرفين الى طاولة التفاوض بعد شهر من تاريخه لمناقشة القضايا المعقدة الأخرى، مثل مطلب الفلسطينيين ببناء مطار، وميناء بحري في غزة. في الوقت نفسه حصلت مصر واسرائيل على ضمانات بعدم ادخال اسلحة الى القطاع. وفي أراضي الكيان الصهيوني واجه رئيس الوزراء بعض الانتقادات من السياسيين المتشددين ومن السكان الذين يقطنون بالقرب من قطاع غزة حيث قال هؤلاء إن الاتفاق فشل في نزع التهديدات التي يشكلها المسلحين في غزة. يذكر أن حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى اطلقت نحو 4 آلاف صاروخ على الاراضي الاسرائيلية منذ الثامن من يوليو/ تموز الماضي. وادى ذلك إلى اخلاء عشرات الالاف من السكان الاسرائيليين منازلهم بالقرب من اراضي القطاع. وفي اخر لحظات قبيل بدء الهدنة قصفت الفصائل الفلسطينية بلدة اشكول برشقات من قذائف الهاون ما ادى الى مقتل اسرائيلي واصابة 6 اخرين. وأصيب 20 اسرئيليا بسبب صاروخ أصاب منطقة سكنية في بلدة عسقلان الجنوبية، بحسب ما ذكرته الشرطة. واعترض صاروخ آخر في منطقة تل أبيب في الشمال. وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد قصفت برجين في غزة صباح الثلاثاء، ودمر برج الباشا، الذي يحوي شققا سكنية ومكاتب، كما تضرر بشدة المجمع الإيطالي، بما يضمه من منازل، ومتاجر، ومكاتب. ولم ترد أنباء بمقتل أحد، إذ تمكن السكان من الهروب من المبنيين عقب تحذير إسرائيلي لهم بالمغادرة. غير أن 20 شخصا أصيبوا بجروح في الهجوم على المجمع الإيطالي ، وقتل شخصان آخران في غارات إسرائيلية على أماكن أخرى، بحسب ما قالته مصادر طبية. وفي ظل قيود الحصار لم يستطع السكان في القطاع، البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة التجارة ولا السفر. وقد استشهد في الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في 8 يوليو/تموز نحو 2138 فلسطينيا اغلبهم من المدنيين، وأصيب بجروح أكثر من 11000 شخص آخر، بحسب تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية، والأممالمتحدة. كما استهدفت إسرائيل بعض قيادات كتائب القسام، وهي الجناح العسكري لحركة حماس، وقتلت منهم ثلاثة الأسبوع الماضي. وتقدر الأممالمتحدة عدد المنازل التي دمرت بأكثر من 17000 منزل، مما أدى إلى ترك 100.000 فلسطيني بلا مأوى. وعلى الجانب الإسرائيلي، قتل 64 جنديا، وأربعة مدنيين حسب الارقام الرسمية الاسرائيلية. ودمرت آلاف المنازل في القطاع أو لحقت بها أضرار في أطول قتال إسرائيلي فلسطيني منذ انتفاضة فلسطينية من 2000 إلى 2005. وعينت الأممالمتحدة لجنة للتحقيق في جرائم حرب محتملة ارتكبها الجانب الاسرائيلي. وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن 540 ألف شخص شردوا في القطاع. وتقول إسرائيل إن حماس تتحمل مسؤولية سقوط ضحايا مدنيين لأنها تعمل وسطهم وتتهم الحركة باستخدام مدارس ومساجد لتخزين أسلحة وكمواقع لإطلاق الصواريخ. وقال أحمد عوف (55 عاما) وهو مدرس في غزة في حين كان يحمل طفله البالغ من العمر عامين ويشارك في احتفالات الشوارع "لدينا مشاعر متباينة. نشعر بالألم لخسائرنا لكننا فخورون أيضا أننا حاربنا تلك الحرب وحدنا ولم ننكسر." واعترض نظام القبة الحديدية وهو مشروع تموله جزئيا الولاياتالمتحدة كثيرا من آلاف الصواريخ التي اطلقت على إسرائيل وأشاد كثير من الإسرائيليين بالنظام كمثال على قدرات التكنولوجيا الفائقة لبلادهم. لكن قذائف المورتر قصيرة المدى تمطر المناطق الزراعية والبلدات القريبة من الحدود مع قطاع غزة مما يشكك في بداية العام الدراسي بالمنطقة في الأول من سبتمبر أيلول.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: احتفالات في غزة …وغضب في اسرائيل بعد اتفاق الهدنة