تراجعت حدة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في المقابل تقلص عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية في إطار الرد على العدوان المتواصل منذ الثامن من الشهر الماضي. وجاء هذا التراجع في وقت التقى الرئيس محمود عباس أمير قطر تميم بن حمد ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، قبل أن يتوجه الى القاهرة بعد ظهر أمس. كما يأتي في ظل الاستعداد لطرح مبادرة بريطانية- فرنسية لوقف النار وإيجاد حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، رفضتها إسرائيل، فيما أعلنت «حماس» ترحيبها بأي مبادرة توقف العدوان وتحقق المطالب الفلسطينية المشروعة. وقال عضو المكتب السياسي ل «حماس» خليل الحية، إن الحركة «ستنظر بإيجابية لأي مبادرة دولية تمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه» في ظل مساع لبلورة قرار من مجلس الأمن لفرض وقف النار. وأضاف في مقابلة مع قناة «الجزيرة» فجر أمس، رداً على سؤال عن المبادرات الدولية: «في حال تحققت مطالبنا فنحن جاهزون لنستجيب لذلك، علماً بأن هذه المطالب معروفة وواضحة ولا تحتاج مفاوضات جديدة». من جهته، وصف عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق محاولة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والناطق باسمه أوفير جندلمان تشبيه «حماس» بتنظيم «داعش»، بأنها «تضليل إعلامي لن ينطلي على أحد». وقال في تصريح امس: «صورة الصحافي الأميركي جيمس فولي الذي أعدم (من قبل داعش) بطريقة وحشية نستنكرها في شكل كامل». واستنكر «الأسلوب الرخيص من الإعلام (الإسرائيلي) لاستخدام هذه الصورة من دون أي احترام لحرمة الميت». وشدد على أن «حماس حركة تحرر وطني، وأبناؤها مناضلون من أجل الحرية يدافعون عن شعبهم وعن حقوقه وتتصدى للإرهاب الإسرائيلي ضد الأطفال والمدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني، وتسعى بقوة للحرية وللاستقلال وإنهاء الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي عن أرضنا». في هذه الأثناء، واصل المجتمع الدولي صمته، ما شكل غطاء سياسياً لإسرائيل لاستمرار قواتها في ارتكاب جرائم حرب في القطاع، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية الكارثية أصلاً بسبب الحصار. وفي ظل استمرار القصف وتدمير منازل المدنيين العزل، بقي أكثر من 300 ألف «غزي» مشردين في مدارس تابعة ل «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) يعيشون في ظروف صحية وبيئية واجتماعية خطرة. ميدانياً، استشهد ستة فلسطينيين أمس، ما رفع عدد الشهداء حتى ظهر أمس في اليوم السادس والأربعين للعدوان الى 2106، من بينهم 500 طفل، و287 سيدة، والجرحى 10440، نتيجة مواصلة طائرات الاحتلال قصف منازل المدنيين العزل واستهداف المركبات والدراجات النارية والمدنيين. وحسب مركز «الميزان» لحقوق الإنسان، فإن عدد المدنيين من الشهداء بلغ 1618، من بينهم 968 قتلتهم قوات الاحتلال داخل منازلهم، من ضمنهم 314 طفلاً و205 نساء. ومن بين المدنيين، هناك 230 استشهدوا أثناء وجودهم قرب من منازلهم، أو بينما كانوا يحاولون الفرار منها لحظة قصفها. في المقابل، واصلت فصائل المقاومة الدفاع عن الشعب الفلسطيني في القطاع والرد على العدوان الإسرائيلي، وأطلقت أمس نحو 40 صاروخاً وقذيفة على مستوطنات جنوب الدولية العبرية، من عسقلان وأسدود شمال القطاع الى بئر السبع جنوب شرقي القطاع. وتبنت «كتائب القسام» إطلاق صاروخ «جى 80» على مدينة تل أبيب، فيما تبنت «سرايا القدس» إطلاق صواريخ على أسدود أصاب أحدها كنيساً يهودياً، وأسفر عن إصابة 11 إسرائيلياً. كما أصيب إسرائيلي آخر بشظايا صاروخ سقط في أحد شوارع بئر السبع. وقالت مصادر إسرائيلية إن 63 ضابطاً وجندياً أصيبوا أثناء العدوان البري على القطاع لا زالوا يتلقون العلاج، بينهم 6 في حال الخطر.