أعلنت حركة «حماس» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعيش أزمة ويبحث عن مخرج تحت وطأة ضربات المقاومة، في وقت يستعد الوفد الفلسطيني الموحد الذي يضم ممثلين عن حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» للتوجه إلى القاهرة للتفاوض على إطلاق النار. وواصلت قوات الاحتلال استهداف منازل الفلسطينيين على نحو منتظم، واغتيال ناشطين، وقتل المسعفين والصحافيين، وقصف المدارس والمساجد والمصانع والمنشآت والأعيان المدنية، فيما استمرت الأزمة الصحية والبيئية، وشح إمدادات المياه وانقطاع التيار الكهربائي تماماً عن معظم المناطق لليوم الثالث على التوالي بعد تدمير محطة توليد الكهرباء الوحيدة. وفيما عجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن تحقيق أي تقدم على أرض الواقع، وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية في تصريح صحافي أمس أن مخرج نتانياهو يكون «عبر قبول شروط المقاومة». ورأى القيادي في الحركة محمود الزهار أن «شعبنا سيحتفل بنصر المقاومة قريباً»، مرجحاً أن «تسقط الكثير من الأنظمة العربية بصحوة شعوبها». واعتبر الناطق باسم الحركة فوزي أن «نتانياهو يقامر بشعبه ويدفع بجيشه إلى المجهول حفاظاً على مكانته وموقعه وحلفائه إقليمياً ودولياً (الذين) غرروا به ودفعوه إلى حرب خاسرة وغير محسوبة العواقب». وبعد الإعلان عن أن وزارة الدفاع الأميركية ستزود إسرائيل ذخائر تشمل قذائف الهاون والقنابل، استنكرت «حماس» بشدة موقف الولاياتالمتحدة. واعتبر القيادي في الحركة عزت الرشق في تصريح مقتضب نشره على حسابه على «فايسبوك» أن القرار الأميركي هو «مشاركة مباشرة في قتل أطفالنا». وكان الناطق بلسان البنتاغون الأميرال جون كيربي أعلن أن الولاياتالمتحدة «ملتزمة ضمان أمن إسرائيل، وأنه من المصلحة الأميركية أن تملك إسرائيل القدرات اللازمة للدفاع عن نفسها». ميدانياً، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، لليوم الرابع والعشرين على التوالي، قصفها الجوي والبري والبحري على قطاع غزة. واستشهد أمس أكثر من 40 فلسطينياً، ما رفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 1400، بينهم 315 طفلاً، و 166 امرأة، و58 مسناً، وجرح سبعة آلاف آخرين، من بينهم 2307 أطفال، و1529 امرأة، و287 مسناً. ومن بين شهداء العدوان 15 من الأطقم الطبية، بينهم طبيبان تونسيان متطوعان في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وستة صحافيين، وسائق سيارة صحافية. وسقط شهيدان وأصيب اثنان عصر أمس في قصف منطقة البركة في مدينة دير البلح، وآخران باستهداف سيارة في حي الشجاعية. وسقط معظم الشهداء في مدن رفح وخانيونس جنوباً، ودير البلح ومخيم النصيرات وسط القطاع، كما سقط شهداء آخرون في شمال القطاع، خصوصاً جباليا. كما استشهد أمس متأثراً بجروح أصيب بها في العشرين من الشهر الماضي الزميل الصحافي في «مؤسسة الرسالة الإعلامية» محمد ضاهر، فيما استشهد الصحافيان رامي ريان وسامح العريان في مجزرة السوق الشعبية في حي الشجاعية أول من أمس. وبدا واضحاً أن طائرات الاحتلال ركزت أمس وليل الأربعاء - الخميس على قصف المنازل والأبراج والشقق السكنية، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، وتهجير الآلاف، لينضموا إلى حوالى نصف مليون فلسطيني تم تهجيرهم من منازلهم خلال الأسابيع الثلاثة الأخير. وهجرت قوات الاحتلال مئات الآلاف من منازلهم في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا شمالاً، وأحياء الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، والزيتون جنوبها، إضافة إلى مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع، وبلدات خزاعة وعبسان وعبسان الجديدة وخزاعة وكل المناطق الشرقية لمدينة رفح جنوباً وصولاً إلى الحدود مع مصر. في الأثناء، واصلت فصائل المقاومة الرد على مجازر الاحتلال وجرائمه المتمثلة في القتل وتدمير المنازل والمنشآت المدنية وغيرها. وركزت الفصائل قصفها بقذائف الهاون والصواريخ القصيرة المدى والعبوات الناسفة على التجمعات والحشود العسكرية الإسرائيلية، وقنص الجنود، فيما تراجعت أعداد الصواريخ الطويلة المدى على تل أبيب أو حيفا وشمال إسرائيل. وسقط حتى عصر أمس 41 صاروخاً على جنوب إسرائيل، اعترضت «القبة الحديد» خمسة منها.