كل ما أريده الآن أن أكتب، أن أعبر عن مشاعري، أن تكون أنت أيها القارئ قريبا من وجداني، أو أن تصل كلماتي إلى أعماق قلبك، أن أغير فيك شيئا، أن أشد انتباهك لتكمل ما بدأت قرأته. لا أريد أن تكون كلماتي حبرا على ورق، فكثيرا ما أسأل نفسي ماذا قدمت لديني ووطني؟ هي كلمات أو بالأحرى تساؤلات تعتصرني دائما، لا أريد أن أكون كأي شخص أيا كان، أريد حقا أن أقدم شيئا يستحق الذكر.. أن يبقى خالدا حتى بعد وفاتي، فأعمالنا الروتينية أنستنا الكثير من واجباتنا أو ربما جهلنا عن حقيقة الأمور. لتسأل نفسك أيها القارئ الفاضل متى آخر مرة أطعمت مسكينا أو متى كانت آخر مرة اتصلت فيها على قريبك لتسأل عن أحواله؟ هل فرجت يوماً عن شخص مهموم؟ أو هل أنفقت أحب الأشياء إلى قلبك لفقير محتاج؟ أو متى أسعدت إنسانا بحق؟ ربما هناك أناس مخالفون لرأيي اعتقادا منهم أن رضا الناس غاية لا تدرك مهما فعلوا.. لكن في الحقيقة أنهم هم بأنفسهم سعوا لكسب رضا الناس ونسوا رضا رب الناس سبحانه. كلامي هذا أخاطب به عقلك وقلبك في آن واحد، فتأكد إن كان رضا الناس لا يدرك فرضا رب الناس يدرك. كثير منا غفل عن حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله ثلاثة: أن تدخل سرورا على قلب أخيك المسلم أو تطعمه خبزا أو تقضي عنه دينا). أخيرا وليس آخرا، عش بالأمل والحب، عش بالخير وازرع الخير بنفسك، لا تنتظر أحدا ليزرعه، كن سباقا دوما وتذكر دائما هذا الحديث الجميل واسأل نفسك أين أنت منه؟