حينما أرى أحلامي وطموحاتي، وأين وصلت الآن فلا لوم على المسؤولين! وعندما أرى التخاذل الوظيفي في عدم التزام الغالبية بأداء وظائفهم بأكمل وجه والالتزام بأوقات الحضور والانصراف فلا لوم على المسؤولين! أتساءل: هل سألت نفسك يوما ما لما تفعل هذا؟ أو ما الحل؟ إن الإنسان بطبعه يحب الكسل والشيطان يعينه عليه وبنفس الوقت يحب الإنجاز والنجاح والثناء، لكن غالبا يغلب علينا الكسل، ويعود سبب ذلك لضعف الإيمان، فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، حتى إن رسولنا -عليه أفضل الصلاة والسلام- تعوذ منه، ولما اعتدنا عليه والتربية أو البيئة الخالية من التحفيز والعمل، وهذا لا يعني بالطبع أعذارا لنا وإنما أسباب تجعلنا نكتشف ما نعاني منه بالضبط وما الحلول لذلك. معرفة السبب هو المفتاح للحل أو العلاج، فأول شيء خذ الأمور ببساطة ولا تضخمها كي لا يصعب عليك فعلها، انظر لها بأنها أعمال يسيرة لا تكلفك شيئا، واستعن بالله وستكون كذلك، رؤية أعمال الناجحين أو قراءة سيرهم محفز جيد لنا. الدافع الأول الذي سيجعلنا نقرأ أو نعمل هو الرغبة الداخلية الجادة في التغيير، فإن لم تكن لديك الرغبة فلن تعمل شيئا. وماذا عنك عزيزي القارئ ألست مسؤولا عن أعمال معينة؟ ألست مكلفا بأمور معينة؟ ألست شاغلا مكانا قد يكون هناك من أجدر وأحق به منك؟! هناك آية عظيمة في التغيير (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) {الرعد:11} أعلم أنك مسؤول صغير قد يكون عملك لا يضر، ولا ينفع ولكن التغيير يبدأ منك أنت حتى يتغير من هم حولك وتتسع الدائرة حتى يتغير الجميع، هكذا هو كل نجاح بالحياة يبدأ صغيرا ويكبر بالتعاون مع من حوله. جرب أن تكون مميزا أو ناجحا، فإنك بالتأكيد تطمح لذلك، جرب أن تعمل خطوات واتخذها عادات يومية بسيطة، فقط داوم عليها فلا يهم كمية ما تعمل به أو أن يكون شيئا عظيما، المهم أنك تعمل وتداوم، فالخطوات الصغيرة تعمل شيئا كثيرا، بالأخير والأهم صفاء النية وتجديدها فإن عملك هذا سيجزيك الله عليه، إن كان خالصا لوجهه الكريم، وسييسر الله لك أمرك أيضا بمجرد نية بالقلب وتوكل على الرازق واستعن به. أيضا هناك مشكلتان أخريان هما الاتكالية والتأجيل: (فلان سيعملها بدلاً مني، إن عملتها الآن أو لاحقا لا يضر..)، قال تعالى: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً) {الكهف: 23 - 24}. هذه الكلمات ما هي إلا أعذار للكسل والعجز، أزل تلك الكلمات من قاموسك وسترى الفرق، وبالأخير ستقوم بهذا العمل شئت أم أبيت، بالإمكان التأجيل لكن عند الأعذار القوية والطارئة، وضع عواقب التأجيل أمام ناظريك حتى لا تتخاذل. هناك أدلة كثيرة من القرآن والسنة تتحدث في هذا الصدد وهذه دلالة على شمول الإسلام وحرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على مصالحنا ومن السهل أن نقتنع بها ونعملها في أي زمان ومكان. أخيرا، إن العمل بداية ونهاية ما هو إلا سوى أمانة كلفت بها يا ابن آدم، إن لم تتقن عملك فستحاسب عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)، وهو نعمة من نعم الله حُرِمَ منه الكثير فاشكر الله عليه وحافظ عليه وابتغ به وجه الله، وفقك الله ورعاك ورزقك من حيث لا تحتسب.