نظمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي حفل الإفطار السنوي الثامن للدبلوماسيين والداعمين لأنشطتها وبرامجها بفندق الإنتركونتننتال بمدينة الرياض يوم الأحد الماضي بحضور 500 مدعو من بينهم 50 سفيرا و110 دبلوماسيين يمثلون 82 دولة، وحشد من العلماء والدعاة ورجال الأعمال والإعلاميين. وعبّر الأمين العام في كلمة ألقاها أمام الحضور عن شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما تلقاه الندوة من رعاية ومساندة، كما وجه شكره للحكومات والهيئات الرسمية والشعبية والمتبرعين ممن يساند رسالة الندوة الخيّرة ويقدم لها التسهيلات في تنفيذ برامجها في مختلف دول العالم. مؤكدا على القيم المشتركة التي تجمع بين الشعوب من محبة الخير والسلام واحترام الحياة والاهتمام بشؤون الناس كافة، خاصة الفقراء والمعوزين. مشيرا إلى إن المنظمات الإنسانية غير الحكومية تتحمل عبئا كبيرا في التخفيف من آثار تلك الكوارث وتواجه في سبيل ذلك كثيرا من المعوقات من أهمها قلة الموارد المالية في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها العالم اليوم والقيود المتزايدة التي كبلت العمل الإنساني وحدّت كثيرا من قدرته على تقديم العون للمحتاجين. مبديا قلقه من تزايد الكوارث التي شهدها صيف هذا العام ووقوع كوارث بيئية كبيرة؛ وأضاف: نحن في الجمعيات الإنسانية يهمنا في المقام الأول ما يعانيه الناس نتيجة هذه الكوارث، ففي حالات النزوح الجماعي وتشرد ملاين البشر كما هي الحال في الباكستان تشتد الحاجة إلى جهود الإغاثة والمساعدات. مختتما كلمته بالإشارة إلى الدروس المهمة التي ينبغي لنا تعلمها جراء تلك الكوارث ومنها: أنه ما من بلد معصوم من الكوارث، ومهما كانت إمكانات البلد فقد يقف عاجزا أمام تلك الكوارث؛ وأن التعاون والعمل المشترك ضرورة لنجاح أي جهد إغاثي أو إنساني في مواجهة تلك الأحداث؛ وأن الحكومات والمنظمات والهيئات الدولية تحتاج إلى مراجعة وتطوير آليات الاستجابة للكوارث؛ ففي ظننا أنها لم تعد كافية ولا تحقق الغرض بالسرعة المطلوبة. من جانبه تحدث السفير الماليزي سيد عمر السقاف عن التجربة الماليزية في الحوار بين الثقافات. معربا عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه للجهود التي بذلت في الحوار بين الأديان، وقال: إن هذا الجهد العظيم سيسهم في تحقيق هدفنا المشترك المتمثل في بناء ثقافة السلام والتسامح والتفاهم بين الأمم، وإن ماليزيا لتدعم بشكل كامل الجهود المبذولة على الصعيد الدولي في هذا الصدد، والتي ترمي إلى إيجاد المزيد من التفاهم بين الثقافات والحضارات، معربا عن اقتناع بلاده بأن نشر ثقافة السلام مهمة تقوم على أساس التفاهم المتبادل والاحترام والتسامح بين الأديان والثقافات والشعوب، وإن ذلك يحتاج إلى أن نعمل معا كأعضاء في المجتمع الدولي من أجل تحقيق هذه الغاية من أجل أن يسود السلام والازدهار ربوع العالم. وأضاف: أن عدم قبول بعض المجتمعات للثقافات الأخرى، ومحاولة البعض فرض ثقافته على الآخر سبب في إيجاد أجواء من التنافر وانعدام الثقة بين الشعوب. ولذا فإن الاختلافات المتزايدة التي نشهدها اليوم بين الثقافات والأديان تمثل تهديدا خطيرا للسلم الدولي، وإن ماليزيا كبلد متعدد الأعراق والثقافات والأديان تدرك جيدا خطورة ذلك. ورأى السفير الماليزي أن ظاهرة الخوف من الإسلام المتزايدة وظاهرة تشويه صورة الأديان يشكل انتقاصا من حق الإنسان في اختيار عقيدته. وكان من بين الحضور السفير النمساوي الدكتور جوهانيس ويمير الذي قال في كلمته: إن هذا الحفل يمثل في حد ذاته مثالا للحوار بين الثقافات، كما كان الحال في السنوات السابقة، مضيفا: نحن مدعوون للتعرف على شهر رمضان المبارك لأنه شهر التفكير والصبر والتسامح والكرم والمصالحة. ولعل هذه المناسبة تذكرنا بأهمية الصوم والإفطار والتفكير الداخلي وعمل الخير في تقاليدنا الخاصة وتذكرنا كذلك بأهمية إرساء أسس مشتركة في هذا الصدد. كما تحفزنا على نبذ الخلافات خلفنا والمساهمة الفاعلة في ممارسة وتعزيز التفاهم المتبادل. وقال السفير النمساوي: أود أن ألفت عناية الحضور إلى بعض الحقائق الواقعية التي تتعلق بالذين يعيشون في النمسا معا وهم من خلفيات ثقافية مختلفة. حيث تشير دراسة حديثة عن الهجرة والاندماج في النمسا نشرها مكتب النمسا لخدمة الإحصاءات الرسمية إلى أن الأغلبية الساحقة من النمساويين الذين أجريت المقابلات معهم رفضوا المواقف المعادية للأجانب. وأضاف السفير النمساوي قائلا: كلنا يعتبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (داخل المملكة العربية السعودية وخارجها) زعيما قدم مجموعة من الأمثلة الفذة في هذا الحوار والتقارب الثقافي.