أدّى قاصدو بيت الله الحرام أمس صلاة أول جمعة من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك في المسجد الحرام في أجواء إيمانية تحفهم عناية الله وينعمون بالطمأنينة والأمان في ظل الإمكانات الكبيرة التي وفرتها لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبمتابعة واهتمام أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله. وشهد الحرم المكي توافد المصلين والمعتمرين منذ الساعات الأولى، وامتلأت أروقته وأدواره وساحاته بالمصلين وامتدت صفوف المصلين إلى أحياء المنطقة المركزية والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام. وقامت جميع الأجهزة الحكومية والأهلية بتنفيذ خططها التشغيلية التي ركزت على تحقيق أرقى الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام وتسهيل كل ما يمكنهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدسة وحتى يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين، فيما أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله - عز وجل - في السر والعلن واتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى محذرا من الذنوب وقسوة القلوب. وقال في خطبة الجمعة: إن العبد مطلوب والعمل مكتوب وقد أذنت الشمس بالغروب فاحذروا الذنوب وقسوة القلوب فإنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى في الدنيا، خلقت لكم وأنتم خلقتم للآخرة وليس في الآخرة إلا الجنة أو النار وما بعد الموت من مستعتب. وأضاف فضيلته يقول: إننا في خواتيم هذا الشهر الكريم وفي أفضل لياليه وأيامها العشرة الأخيرة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بمزيد من الطاعة والعبادة والجد، وكان يحيي ليله ويوقظ أهله ويشد المأزر ويجتهد في العبادة. وتحدث فضيلته عن آية من كتاب الله تهز القلوب القاسية وتوقظ النفوس الغافلة وتستدعي التأمل وتدعو إلى التفكر آية في كتاب الله شابت منها رؤوس الأتقياء ووجلتها قلوب الأولياء وذرفت لها دموع الخائفين إنها قول الله - عزّ شأنه - (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)، فهذه الآية عظم خوف السلف منها وقال أهل العلم إن من الذين يبدوا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون قوما عملوا أعمالا صالحة ولكن كانت عليهم مظالم فظنوا أن أعمالهم الصالحة ستنجيهم فجاء الحساب فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. وفي المدينةالمنورة، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي عبدالمحسن القاسم المسلمين إلى تقوى الله والمسارعة إلى مغفرته ورضاه فقد يسر الله للمسلمين أسباب الهدى وحذرهم من أسباب الردى وتفضل عليهم، فعلمهم ما ينفعهم وشرع لهم القربات وحذرهم من الموبقات ووعد على طاعاته رضوانه وجنته. وذكر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن الأيام العشر من أرفع المواسم قدرا وأنبهها ذكرا فإنها من أيام الله المباركة، حاثاً عباده ليستبقوا فيها الخيرات وليعظم فيها تنافسهم في الباقيات الصالحات وليستدركوا ما فرطوا في جنب الله، وكان لهذه العشر الأواخر المباركة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مقام عظيم ومنزلة رفيعة ولذا كان يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها. إلى ذلك، تدافع عدد من المواطنين والمقيمين للمسجد النبوي للحاق بحجز أماكنهم من أجل سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان، والتي أعلنت وكالة الرئاسة العامة للشؤون المسجد النبوي في وقت سابق التسجيل للاعتكاف والشروط والضوابط الواجب التزامها من قبل المعتكفين. وأشار مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي عبدالواحد حطاب، أن الرئاسة حددت ضوابط وشروطا للمعتكفين عليهم الالتزام بها.