بدأت علاقتي بكتابة المقال في صحيفة الحياة حين كنت أتناول بعض القضايا الفنية في عمود نحيل وجميل يتوسط صفحة تلفزيون الدولية، وكان هذا العمود مغريا للدرجة التي كانت فرحتي غامرة حين ظهر اسمي داخله لأول مرة، وكان هذا بعد تجربة كتابة صحفية جيدة، مارستها كصحفي ومحرر ومسؤول تحرير، وقبلها عثت كتابة في عدد من المنتديات، وتمرست على مطارحة الحرف في منتدى "الساخر" الشهير، لكنها المرة الأولى التي أكتب فيها مقالا صحفيا في عمود بتوقيعي، ولو كان بدون صورة. بعد ذلك انتقلت إلى صحيفة عكاظ واقتنصت فرصتي بحكم وجودي ضمن فريق رئيس التحرير الجديد آنذاك محمد التونسي، وأوجدت لي مكانا بين كتاب الصحيفة بالاسم والصورة هذه المرة، وبدأت لأول مرة أطرق الشأن المحلي وأحيانا السياسي والرياضي، وشاركت في كتابة "رأي عكاظ" خلال هذه الفترة، وأظن أن هذه المرحلة هي التي قدمتني لعالم المقال وتعلمت فيها الكثير، رغم أن بعض مقالاتي تتعرض للتعديل، وأخرى يمنعها "الرقيب أول" هاشم الجحدلي من النشر، وقد تصادمت معه غير مرة لهذا السبب وسامحته. بعدها كنت محظوظا بأن أكون ضمن كوكبة كتاب صحيفة الشرق "الجديدة" في بداية انطلاقتها، ونشر أول مقال لي في العدد الثاني، وكنت أتناوب أنا والزميل علي مكي على زاوية واحدة مع اختلاف المسميات، وأعد هذه المرحلة مرحلة المنافسة مع وجود عدد كبير من الكتاب الشباب؛ مما جعل التجربة قوية وملهمة، وميزها أكثر تلك المساحة التي تركها لنا رئيس التحرير قينان الغامدي، وربما دفع ثمنها لاحقا. اليوم أنا أتواصل مع القراء الكرام عبر هذه الصحيفة من خلال مقالين يومي الثلاثاء والجمعة ونشرة نقدية يوم الأحد، وأنا سعيد بهذه التجربة وبوجودي في "الوطن" مع رئيس تحريرها النبيل طلال آل الشيخ، وأظن أني أعيش اليوم مرحلة النضج في كتابة المقال، رغم عدم رضاي التام، فما زلت طامحا للأفضل، لكن على القارئ الكريم أن يعلم أن الكاتب بشر مثله، يخطئ ويصيب، ومن المستحيل أن يكون على ذات المستوى كل يوم، فليعذر التقصير وليغفر الخطأ، وكل عام والجميع بخير.