انطلاقاً من معبر القائم الحدودي مع سورية وضع بحسب شهود عيان، مصادر أمنية، مسلحون أيديهم على 3 مدن تابعة لمحافظة الأنبار - غربي العراق - أمس الأحد، في محاولة لإخراج قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من المناطق السنية، ودهموا معاقل الجيش العراقي، واستولوا على أسلحة ومعدات، في وقت قال فيه الجيش: "إنه انسحب تكتيكياً" من تلك المناطق. وبحسب شهود العيان، فإن مقاتلين مسلحين سيطروا على مدينة "الرطبة" غرب محافظة الأنبار، و"راوة"، و"عانة" غرب مدينة الرمادي، وذلك في أعقاب انسحاب قوات المالكي منها، وقال الشهود: "إن المسلحين غنموا عربات عسكرية وأسلحة وآليات تابعة للجيش". وتكمن أهمية منطقتي "راوة وعانة" في وجود "سد حديثة" الواقع على نهر الفرات، والذي يعتبر أهم السدود العراقية في مجال توليد الطاقة الكهربائية. وقابلت قوات المالكي تقدم المسلحين ذلك وسيطرتهم على المناطق الحساسة، بإرسال تعزيزات أمنية تفوق أكثر من ألفي جندي، في محاولة لاستعادة السيطرة على المنطقة الاستراتيجية الحساسة. سياسياً، دعا نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس ائتلاف العربية صالح المطلك، الولاياتالمتحدة الأميركية لما وصفه ب"التدخل بقوة"، لإنهاء الأزمة في العراق، بناء على ما تقتضيه الاتفاقية الأمنية بين الجانبين. وفي تصريح صحفي من العاصمة الأردنية عمان، تزامنا مع وصول وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" إلى بغداد الإثنين، قال: "إن الظروف التي يعيشها العراق حالياً، هي نتيجة تهميش فئات واسعة من مواطنيه، ويجب تفعيل الاتقاقية الأمنية بين بغدادوواشنطن وبما يضمن استقرار الأوضاع الأمنية في العراق، داعيا إلى تكليف مرشح جديد من التحالف الوطني "لتشكيل الحكومة الجديدة وتجاوز أخطاء المرحلة السابقة". وبدوره طالب ائتلاف الوطنية، بزعامة إياد علاوي الأحد، رئيس الوزراء نوري المالكي بالاستقالة وتشكيل حكومة تتجاوز "سلبيات الماضي". وقال عضو الائتلاف حامد المطلك في مؤتمر صحفي أمس: "نطالب المالكي بالاستقالة لدفع الخطر عن البلاد وتشكيل حكومة بأسرع وقت، لتجاوز سلبيات الماضي، ووضع حلول سريعة للوضع الأمني والاقتصادي والخدماتي". ومع وصول وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" إلى بغداد اليوم الإثنين، في إطار جولة شملت عدداً من دول المنطقة، طالب ائتلاف متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته أسامة النجيفي، بما سماه "موقفاً داعماً" من قبل واشنطن لمحاربة الإرهاب وضمان استقرار الأمن في المنطقة، وتحقيق مبدأ اعتماد الشراكة في إدارة البلاد. وأمل القيادي في الائتلاف أحمد المساري في تصريحات ل"الوطن"، من المسؤول الأميركي تفهم الأوضاع في العراق، وتشخيص أسبابها المتمثلة بفرض "الهيمنة" والاستفراد بالقرار، وتهميش الشركاء وإبعادهم عن صنع القرار. ومضى يقول: "نرى في تصحيح أخطاء المرحلة السابقة، وإجراء التغيير في الشخوص والمواقف، السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من الانزلاق نحو منحدر خطير"، وطالب في ذات الوقت ب"الحد" من التدخل الخارجي في الشان العراقي، وإقامة علاقات مع جميع دول الجوار لتحقيق المصالح المشتركة. في غضون ذلك، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن مقتل أكثر من 100 مسلح، قيل إنهم من تنظيم داعش، في هجوم نفذه الجهاز بالتعاون مع طيران الجيش في مناطق مختلفة من البلاد. وكشف المتحدث باسم الجهاز صباح النعمان ل"الوطن"، عن اعتزام قوات مكافحة الإرهاب بالتعاون مع القوة الجوية العراقية التقدم نحو محافظة تكريت، عن طريق قضاء سامراء لإعادة السيطرة عليها، مشيراً إلى مقتل نحو 100 مسلح بينهم قياديون في تنظيم داعش، جراء العمليات العسكرية في تكريت والمناطق المجاورة لها. وشهدت مناطق متفرقة في محافظات نينوى، وصلاح الدين، وديالى، وكركوك، وبابل، والأنبار، عمليات عسكرية بين قوات الجيش والمسلحين الذين عجز الجيش عن صد هجماتهم. .. وبارزاني يطالب ب"عراق جديد" فيما يبدو أنها إشارة يأس من سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي، ألقى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، باللائمة على سياسات الحكومة العراقية خلال السنوات الماضية، واعتبر ما يحدث حالياً في العراق، نتيجةً لتلك "السياسات الخاطئة". وشدد في بيان صادر عن مكتبه، إثر لقائه الليلة الماضية سفير الولاياتالمتحدة الأميركية لدى العراق "روبريت بيكروفت"، على أن أي حل للأزمة العراقية، يجب أن يكون في ظل "واقع جديد" في العراق، في إشارةٍ وإن لم يقلها علناً، إلى أن الحل يكمن في ضرورة إزاحة شخص نوري المالكي وأركان نظامه عن إدارة الدولة. وجرى خلال اللقاء بحسب البيان، بحث الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق، والتطورات الأخيرة في محافظتي نينوى وصلاح الدين والمناطق الأخرى، وسبل إخراج العراق من الأزمة السياسية والأمنية التي يعاني منها، وأوضح البيان أن وجهتي نظر الطرفين كانتا متطابقتين، حول ضرورة تصحيح مسار العملية السياسية؛ من أجل تحسين الوضع الأمني في العراق.