بزيارته إلى القاهرة أمس، خطف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قلوب المصريين في لفتة اعتبرها كثير من المحللين والسياسيين والاقتصاديين، في تصريحات إلى "الوطن"، بمثابة رسالة قوية إلى العالم بأن المملكة العربية السعودية تقف قلباً وقالباً إلى جانب القاهرة وهي تخطو أولى مراحل طرقها تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق وأمين اتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومي: "إن زيارة العاهل السعودي لمصر جاءت استكمالاً للدعم السعودي لمصر، كما أنها جاءت تتويجاً لحميمية العلاقات المصرية السعودية، والتي برزت بقوة عقب ثورة 30 يونيو، والعلاقة بين مصر والسعودية هي الأكبر بين الدول العربية أجمع، حيث ساند الملك عبدالله مصر خلال الفترة الماضية على أكثر من مستوى سواءً على المستوى الإقليمي أو الدولي، ويكفي استجابة المستثمرين العرب لدعوته لدعم مصر مؤخراً من خلال تبنيه لمؤتمر أشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، حيث تعد زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر بمثابة رسالة دعم قوية من الرياض". العلاقات تزداد قوة وقال رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي: "إن موقف المملكة تجاه مصر وتجاه ثورة 30 يونيو ووقوف القيادة السعودية ممثلة في الملك عبد الله، إلى جانب الشعب المصري هو موقف يعكس عمق العلاقات المصرية السعودية، وهي العلاقات التي من المتوقع أن تزداد قوتها خلال فترة حكم الرئيس السيسي، والذي أكد أكثر من مرة تقديره لخادم الحرمين الشريفين ووصفه بأنه حكيم العرب وكبيرهم، وكلها مواقف تعكس حكمة خادم الحرمين في التعامل مع الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية في إطار الأمن القومي العربي، وأعتقد أن هذا التعاون سيكون مقدمة لدفاع عربي مشترك فيما يتعلق بما يهدد الأمن القومي العربي بشكل عام". وقالت الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري الدكتورة كريمة الحفناوي: "إن الزيارة دليل علي بداية العودة لاصطفاف الدول العربية لمواجهة المخاطر والكوارث التي تحيط بها الآن، وفي القلب منها مصر ودول الخليج المستهدفة بمخطط التفتيت العرقي والطائفي والديني، كما أنها جاءت للتأكيد على عمق العلاقات بين مصر ودول الخليج وعلى رأسها السعودية، والتي أعلنت أثناء ثورة 30 يونيو احترامها لإرادة الشعب المصري، وعقب نجاح الرئيس السيسي واصلت دعمها لمصر ودعت الدول العربية المانحة لدعم مصر اقتصاديا. والزيارة جاءت كتطبيق عملي لتصريحات الرئيس السيسي والملك عبد الله بن عبد العزيز، واللذان أكدا أن أمن الخليج من أمن مصر وأن أمن مصر من أمن الخليج". وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد وعضو مجلس الشعب السابق الدكتور جمال زهران: "إن الزيارة حملت رسائل عديدة، أولها أن الملك عبد الله أراد أن يبعث برسالة مفادها أن المملكة ستقدم كل الدعم حاضرا ومستقبلا لمصر ولن تتخلى عن الشعب المصري في الظروف الصعبة، وأنها تراهن بشكل كبير على الدور القيادي المصري بالحاضر والمستقبل، وأن المملكة تتحدى الدائرة الإقليمية والعالمية التي تتخذ موقفا معارضا للثورة المصرية، كما أن الزيارة ستساعد مصر في حربها الشرسة ضد الجماعات الإرهابية". أكبر شريك تجاري وقال رئيس جمعية الاستثمار والأعمال المصرية الدكتور أحمد جلال الدين: "إن المملكة كانت وستظل من أكبر الداعمين للاقتصاد المصري، حيث تعد المملكة أكبر شريك تجاري لمصر، وذلك بفضل ما تتمتع به من ثقل اقتصادي وسياسي كبير في المنطقة العربية بأكملها، وتشير الأرقام إلى أن المملكة دعمت مصر مالياً واقتصادياً على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، سواء بطريقة مباشرة من خلال المنح والقروض أو بطريقة غير مباشرة من خلال استثمارات نفذها مستثمرون سعوديون في مصر خلال فترة ما بعد ثورة 25 يناير، وذلك في الوقت الذي تراجعت فيه الاستثمارات العربية لمصر بنسبة 13%، وبالرغم من الظروف الصعبة التي عاشتها مصر إلا أن الاستثمارات السعودية إلى مصر واصلت تدفقها، بل وزاد حجم الاستثمارات السعودية لمصر بنسبة 57%، مسجلة 60 مليون دولار، وبالتالي فإن الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية تجاه مصر وكل الدول العربية، لا ينكره إلا جاحد، حيث إن السعودية تدعم أي حاكم لمصر أو لأي دولة عربية أخرى، من أجل مصر وشعوب الدول العربية فقط، وليس لشخص من يحكم، فالمملكة اعتادت على أن تساعد أشقاءها العرب دون مقابل، فخادم الحرمين الشريفين لا ينتظر الشكر من أحد وإنما يبادر بالمساعدة والدعم سواء المالي أو السياسي من أجل الشعوب فقط، وهو ما جعله في نظر جماهير الوطن العربي ملك الإنسانية، فضلاً عن أن علاقة الشراكة القوية بين البلدين لم تكن اقتصادية أو تجارية فقط وإنما سياسية وتاريخية وترابط قوي وجذري بين الشعبين". وقال رئيس لجنة الضرائب باتحاد الصناعات محمد البهي: "إن الزيارة تعد تأكيداً على الدور الذي تقوم به المملكة لإحياء فكرة القومية العربية مرة أخرى، والمطلوب من مصر أن تستغل الدعم السعودي لها في التسويق واستعادة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مصر مرة أخرى من خلال تهيئة وتحسين البيئة التشريعية التي تحكم قوانين العمل في مصر، والأكثر إيجابية في المبادرة هو استجابة الدول العربية وعلى رأسها الإمارات". دعم قوي وقالت رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة عين شمس الدكتورة يمنى الحماقي: "إن الدعم السعودي القوي لمصر بدا قوياً خلال الفترة الماضية، وزيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر تعد تأييداً قوياً ومساندة من الدول العربية للرئيس السيسي ومن قبله لمصر، وهو ما يعكس حكمة القيادة السعودية خاصة وأن تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للمنطقة العربية وللأمة الإسلامية، والدعوات السعودية لدعم مصر تمثل حائط صد في مواجهة المخططات التي تتم للقضاء على الدول العربية، حيث إن الدول الأجنبية تريد ألا تقوم قائمة لمصر، ولذلك كان لابد من وجود رد فعل على الأرض، وتعد المواقف السعودية المتوالية لدعم مصر بمثابة رسائل واضحة لهذه الدول بأن الدول العربية أدركت تماماً أن مصالحها في خطر وكان لابد من التكاتف العربي والوقوف بجانب مصر، من خلال تلك الرسائل السعودية الواضحة والتي تحمل كثيراً من الأبعاد السياسية والاقتصادية، ومصر بدورها مطالبة بتحديد رؤية مستقبلية ووضع الأولويات للإصلاح الاقتصادي الذي تحتاج فيها إلى الرؤية والمساندة والدعم مع وضع خطة زمنية لكيفية استغلال الأموال التي ستحصل عليها من الدول الداعمة". وقال نقيب المستثمرين الصناعيين محمد جنيدي: "إن توقيت الدعم السعودي لمصر جيد جداً، خاصة وأن الاقتصاد المصري تعرض لأزمات عدة طوال الثلاث سنوات الماضية، والدعم السعودي سيساعد على استعادة الاقتصاد المصري لقوته مرة أخرى، كما سيساهم في استعادة لم الشمل بين الدول العربية مرة أخرى، أسوة بمشروع مارشال الاقتصادي لإعادة تعمير أوروبا، والذي وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي، أثناء الحرب العالمية الثانية ووزير الخارجية الأميركي منذ يناير 1947، والذي أعلنه بنفسه في 5 يونيو 1947 في خطاب أمام جامعة هارفارد، حيث ساهمت منظمة التعاون الاقتصادي الأوروبي التي أقامتها حكومات غرب أوروبا للإشراف على إنفاق 13 مليار دولار أميركي، في إعادة إعمار وتشغيل الاقتصاد والمصانع الأوروبية". الحس العروبي من جانبها، قالت نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا ورئيسة حركة الدفاع عن الجمهورية المستشارة تهاني الجبالي: "إن جهود المملكة المتعاونة مع مصر تشهد تطورا في هذه المرحلة الهامة جدا في تاريخ العلاقات المصرية السعودية، مؤكدة أن أمان الأمة العربية هو عمق الدفاع عن أمننا القومي، وبالتالي نعتبر أن مساندة السعودية لمصر في هذه المرحلة هو عنوان لعودة "الحس العروبي" للأمة العربية والإحساس بالمسؤولية العربية المشتركة تجاه بعضنا البعض. وأعتقد أيضا أن مجمل ما يتم من الأشقاء في السعودية لمصر هو عنوان لعودة روح القومية العربية وقدرتنا على بناء الشراكة لحماية الأمن القومي العربي التي تحمي كل أذرع القوى العربية من أن تستهدف من أعداء هذه الأمة".