اتهمت منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة السلطات العراقية بمواصلة مهاجمة معسكرها في العراق المعروف باسم "مخيم أشرف" الجمعة، حيث يقيم الآلاف من أنصارها الفارين من إيران بحقبة النظام السابق، بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين، وأشارت المنظمة إلى أن حصيلة الهجوم المستمر بلغت 31 قتيلاً. من جانبه، أكد الجيش العراقي في محافظة ديالى التي يقع فيها المخيم وجود ما وصفوه ب"الصدامات" في الموقع، ولكنه شدد على أن عناصره لم تستخدم الذخيرة الحية بمواجهة المتواجدين فيه. واتهم الجيش العراقي المتواجدين في المعسكر ب"مهاجمة مراكز الجيش عند المداخل بالمجارف والحجارة" ما تسبب باندلاع المواجهات. ولكن سكان المعسكر أصروا على نفي رواية الجيش العراقي، وقالوا إنهم يتعرضون لما قالوا إنها "مجزرة،" ونشروا تسجيلات فيديو على موقع يوتيوب يظهر فيها جنود وهم يطلقون النار على مجموعات من المحتجين، وفي أحد المشاهد تبدو آلية وهي تصدم المحتجين ولم تتمكن CNN من تأكيد مصداقية هذه التسجيلات أو المواقع التي سجلت فيها وهوية الذين يظهرون في مشاهدها. أما الموقع الإلكتروني لمجاهدي خلق، فشن هجوماً عنيفاً على الفريق علي غيدان، قائد القوة البرية في الجيش العراقي، واتهمته بقيادة العمليات مباشرة بأمر من رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، وبالتنسيق مع السفارة الإيرانية و"قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني. وذكر الموقع أن سكان معسكر أشرف كلهم مدنيون عزل و"محميون بموجب اتفاقية جنيف الرابعة،" وهدد بملاحقة المسؤولين عن الهجوم "بتهمة ارتكاب جريمة حرب،" مع مطالبة القوات الأمريكية بالتدخل لنقل الجرحى "كون أمريكا تتحمل المسؤولية تجاه حماية وأرواح سكان أشرف بموجب القوانين الدولية" وفق تعبيره. من جانبها، قالت السفارة الأمريكية في بغداد أنها "تراقب" الوضع في معسكر أشرف، وأشارت إلى أنها تدعو الجانبين على الأرض لممارسة "ضبط النفس." وكان معسكر أشرف، الذي يسكنه الآلاف بينهم عائلات، قد تعرض في يوليو/تموز الماضي لأحداث مماثلة واجهتها المنظمة آنذاك بإبداء قلقها من محاولة السيطرة على المخيم وترحيل سكانه إلى إيران حيث يواجهون عقوبات قاسية. يذكر أن الموقف الرسمي العراقي حيال منظمة مجاهدي خلق قد تبدلت بعد الغزو الأمريكي للعراق الذي كان يستضيف عناصرها بسبب صراعه مع إيران، وذلك أن الحكومة العراقية الجديدة تشكلت بمعظمها من شخصيات شيعية مقربة من طهران التي ترغب بإغلاق ملف المعسكر الواقع على مقربة من حدودها. وتصنف إيران والولايات المتحدة منظمة مجاهدي خلق على قائمة المجموعات المتهمة بالإرهاب، في حين أن الاتحاد الأوروبي لا يدرجها على هذه القائمة.