رغم أنف الشعب احتفظ ديكتاتور دمشق بشار الأسد بالسلطة لفترة رئاسية ثالثة حسب ما جاء على لسان رئيس مجلس الشعب السوري محمد اللحام الذي أكد أمس فوز الأسد بالرئاسة بنسبة 88 %. وفي تقليعات جديدة، ابتكرها نظام الأسد، في سبيل بقائه في السلطة، وللمرة الأولى في تاريخ الحياة الديموقراطية في العالم بأسره، يتم التصويت "عن بعد" في الانتخابات الرئاسية، عبر خدمة "الواتس أب". إذا، أنت سوري مغترب، أو في مناطق سورية خارج سيطرة النظام، و"تحب الأسد"، وتريد أن تؤدي "الواجب المقدس" وتنتخب، لا مانع في هذه الحالة، فقط لن يكلف الأمر أكثر من رسالة، من خلالها، يتمكن "السفاح"، البقاء في كرسي الرئاسة أكبر قدر من الوقت، دون اكتراث بما لحق البلاد من تدمير. ناشطون سوريون فضحوا الأمر، ونشروا أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً قالوا إنها لعاملين في لجنة انتخابية، يقومون بتفريغ معلومات هويات وردت إليهم صورها عبر ال"واتس أب" في جداول انتخابية، ليتم إدراجها في جداول الناخبين كمقترعين شرعيين أدلوا بأصواتهم في لجان الاقتراع. عارضة الأزياء "لمى الرهونجي"، بادرت هي أيضا بنشر "بوست" على صفحتها في الفيسبوك، دعت من خلاله السوريين المغتربين خارج سورية، أو من يوجدون في مناطق خارج سيطرة النظام، ولا يستطيعون الاقتراع بأن يبادروا بإرسال بياناتهم، وصور هوياتهم من الجهتين "الجهة الأمامية والخلفية"، لتتولى هي الاقتراع عنهم، لصالح الرئيس بشار الأسد نيابة عنهم. وتكشف هذه الممارسات أن بشار الأسد ومؤيديه، دخلوا في مرحلة "اللعب على المشكوف"، ولم يعودوا يتورعون عن انتهاك ومخالفة أنظمة الانتخابات، بل والمجاهرة والمفاخرة بذلك على رؤوس الأشهاد، وأمام أنظار العالم أجمع. إلى ذلك، وصفت نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري نورا الأمير، دمشق بأنها "منفصمة عن الواقع، وتصر على تجاهل عمليات القتل الممنهج التي تشنها قوات الأسد على الأهالي داخل المدن السورية". وقالت الأمير في تصريحات، إن اعتبار رئيس برلمان الأسد إجراء الانتخابات الرئاسية استحقاقا دستوريا وأمرا سياديا يقرره الشعب السوري؛ أمر صحيح من حيث المبدأ، ولكن غير مطبق ضمن هذه المسرحية الهزلية.