فتحت مراكز الاقتراع صباح اليوم الثلاثاء أبوابها لاستقبال الناخبين في مستهل الانتخابات الرئاسية السورية التي تأتي بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الحرب الطاحنة بين نظام الرئيس بشار الأسد المدعوم من حلفائه إيران وروسيا والصين في مواجهة قوى المعارضة المسلحة المدعومة من الداخل شعبيا والخارج من دول مؤثرة في المجتمع مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والخليج وتركيا. وتتابع السلطات السورية إجراء الانتخابات في المناطق التي تسيطر عليها من البلاد، مع تأكد شبه تام "لإعادة" انتخاب الأسد لولاية جديدة، وسط مخاوف سوريين من المشاركة في الانتخابات بسبب التشدد الأمني من قبل قوات الأسد والهجمات المتوقعة من جانب المعارضة. وأعلنت وزارة الداخلية السورية أن 15 مليون ناخب مدعوون للمشاركة في العملية الانتخابية ،التي ستقتصر على المناطق التي يسيطر عليها النظام، مع وجود أكثر من عشرة ملايين سوري خارج هذه المناطق، منهم نحو سبعة ملايين مقيمين في مناطق تسيطر عليها المعارضة والتي من المستحيل إقامة أي مظهر انتخابي فيها ، ونحو ثلاثة ملايين موجودين كلاجئين خارج سورية لا يحق لهم المشاركة. وتأتي الانتخابات الرئاسية السورية وسط إدانة من الأمم المتحدة ودول كبرى تصفها بأنها "مهزلة" تعيق الحل السياسي للأزمة، فيما تعتبر السلطات السورية إجراء الانتخابات قرارا سياديا.كما تأتي وسط النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام وراح ضحيته أكثر من 160 ألف قتيل موثقين بينما تقول مصادر حقوقية إن عدد القتلى غير الموثق من الجانبين تقترب من نصف مليون شخص. وينهمك موالو الأسد من الصباح الباكر اليوم بتنظيم الانتخابات وقد ارتدوا قمصانا عليها صور الرئيس ورفعوا صوره على سياراتهم وأمام المراكز الانتخابية فضلا عن العلم السوري الذي تستخدمه السلطات والموالين.وكان أحمد الجربا ،رئيس ائتلاف قوى المعارضة والتي تتخذ من اسطنبول مقرا لنشاطها، قد طالب السوريين أمس الاثنين بعدم التصويت للأسد أو المشاركة في هذه "المسرحية الهزلية والبقاء في منازلهم" ، كما اعتبرت المعارضة أن هذه الانتخابات "انتخابات توريث ولا تحمل في مواصفاتها أيا من صفات الانتخابات ، بل هي براميل الدم والدمار التي يقصف بها الأسد الشعب السوري". ورأت فيها دول غربية "مهزلة"، إذ تجرى في وقت لا يزال فيه القتال والعنف مستمرا في البلاد، ويودي بحياة المئات يوميا. وأوضحت السلطات أن المراكز الانتخابية المخصصة لانتخابات الرئاسة بلغت 9601 مركز انتخابي تضم 11776 صندوقا موزعا على كل المحافظات السورية، ماعدا مركز محافظة الرقة، الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة ولا سيمامقاتلي تنظيمات متشددة مثل جبهة النصرة وداعش.ولا تزال صور الأسد منتشرة في مؤسسات الدولة العامة إضافة إلى الطرقات والشوارع، رغم قرار لجنة الانتخابات وقف الدعاية الانتخابية قبل يوم من الانتخابات، والمتعارف عليه ب "يوم الصمت الانتخابي". وكانت اللجنة العليا للانتخابات قد أعلنت مساء أمس الأول الأحد وقف الدعاية الانتخابية للمرشحين الثلاثة، وهم عضو مجلس الشعب ماهر الحجار وحسان النوري، بالإضافة إلى الأسد.وتسيطر مخاوف على شريحة واسعة من السوريين حول الوضع الأمني في البلاد مع بدء الانتخابات، حيث يتوقع الكثيرون أن تتعرض لهجمات من قبل مقاتلي المعارضة، لاسيما مع توعد فصائل مقاتلة معارضة لكل من يريد المشاركة في التصويت،ووسط معلومات مفادها أن "النظام قد يقوم بتفجيرات كي يوحي أن المعارضة هي من تقوم بذلك في إطار محاولاته المتواصلة كسب تعاطف الرأي العام" حسبما يقول أمين عام الائتلاف بدر جاموس. كما يخشى الكثيرون من عواقب الامتناع عن التصويت، لاسيما مع شائعات عديدة حول اتخاذ السلطات لإجراءات تكشف هوية من امتنع، الأمر الذي قد يعرضه لأخطار أمنية من قبل مناصري الأسد.ولم يعلن الأسد في أي المراكز سوف يدلي بصوته، في إطار الاحتياطات الأمنية ، إلا أنه متوقع أن يظهر فجأة ليصوت لنفسه.