أدلى الناخبون في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري أمس الثلاثاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المحسومة سلفًا لصالح الرئيس بشار الأسد، والتي نددت بها المعارضة ودول غربية داعمة لها والامم المتحدة. فيما، سقطت قذائف هاون على أحياء في دمشق. بينما تشهد مناطق في ريف دمشق وريف حلب تصعيدًا في العمليات العسكرية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وقال المرصد: إن قذائف عدة مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة، تساقطت على مناطق الدويلعة والعدوي والقصور ومحيط حديقة الجاحظ وساحة جورج خوري وشارعي حلب ومارسيل في حي القصاع وساحة الامويين وحديقة الطلائع في البرامكة وحي المزة وباب توما. وتقع معظم هذه الأحياء في وسط العاصمة، وتسببت بإصابة شخصين بجروح. وأفاد صحافيو وكالة فرانس برس في دمشق عن تحليق الطيران الحربي على علو منخفض بشكل مكثف في ارجاء العاصمة. وافاد المرصد ان الطيران الحربي شن غارة جوية على حي جوبر في شرق دمشق، والذي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة عليه. وقرب دمشق، واصلت القوات النظامية قصفها بالطيران لمعاقل مقاتلي المعارضة، وابرزها مدينة داريا (جنوب غرب)، بحسب المرصد. وافاد الناشط في المدينة مهند ابو الزين وكالة فرانس برس عبر الانترنت ان الطيران المروحي ألقى «16 برميلًا متفجرًا خلال ساعات الليل والصباح». كما شن الطيران المروحي والحربي غارات على مناطق في ريف دير الزور (شرق)، ودرعا (جنوب)، وحماة (وسط) وحلب (شمال). وفي حلب، أفاد المرصد عن سيطرة القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني على قرى وبلدات في الريف الجنوبي، إثر اشتباكات مع مقاتلي المعارضة وعلى رأسهم جبهة النصرة، بحسب المرصد. كما سقطت قذائف على مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب ما أدى إلى سقوط جرحى، بحسب المرصد. وفي حمص (وسط)، أفاد المرصد عن ارتفاع حصيلة التفجير بسيارة مفخخة الذي وقع الاثنين في بلدة الحراكي التي يسيطر عليها النظام إلى 18 شخصًا على الأقل، بينهم 15 مدنيًا وثلاثة عسكريين بينهم ضابط برتبة عقيد. إلى ذلك، فتحت صناديق الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحًا (0400 تغ) في مناطق عدة من البلاد. وادلى الرئيس بشار الأسد بصوته في مركز انتخابي في حي المالكي (وسط)، بحسب التلفزيون الرسمي السوري. وافاد صحافيو ومصورو وكالة فرانس برس في دمشق وحمص أن الناخبين يتوافدون الى مراكز الاقتراع بكثافة، في حين ينقل التليفزيون السوري الرسمي صورًا لمراكز الاقتراع من مناطق عدة بينها ريف دمشق والقنيطرة (جنوب) ومدينتي ادلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق) وغيرها، يؤكد فيها الناخبون ولاءهم للأسد وحماسهم للمشاركة في «العرس الوطني». ودعي الى الاقتراع، بحسب وزارة الداخلية السورية، 15 مليون ناخب يتوزعون على أكثر من تسعة آلاف مركز اقتراع تقع في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي يعيش فيها، بحسب خبراء، 60% من السكان نظريًا، هي الانتخابات التعددية الاولى في سوريا منذ نصف قرن، تاريخ وصول حزب البعث الى الحكم. وقد تعاقب على رأس السلطة منذ مطلع السبعينات الرئيس حافظ الأسد ومن بعده نجله بشار عبر استفتاءات شعبية كانت نسبة التأييد فيها باستمرار تتجاوز 97%. وتجرى الانتخابات بموجب قانون يقفل الباب عمليًا على ترشح أي معارض مقيم في الخارج، إذ ينص على ضرورة ان يكون المرشح مقيما في سوريا خلال السنوات العشر الاخيرة. ويخوض الانتخابات في مواجهة الاسد كل من عضو مجلس الشعب ماهر الحجار والعضو السابق في المجلس حسان النوري اللذين تجنبا في حملتيهما الانتخابيتين التعرض لشخص الرئيس أو أدائه السياسي، مكتفيين بالحديث عن أخطاء في الأداء الاقتصادي والإداري والفساد. وأدلى الأسد قرابة الساعة العاشرة والنصف صباحًا (0730 تغ) بصوته في مركز مدرسة الشهيد نعيم مصراني في حي المالكي دمشق، بحسب ما ذكر الإعلام السوري. ونشرت صورة له على صفحة «سوا» الخاصة بحملته الانتخابية على موقع «فيسبوك» بدا فيها باسما، والى جانبه زوجته اسماء، وقد ارتدى بزة رسمية كحلية اللون وربطة عنق زرقاء. وكان النوري أدلى بصوته بدوره الساعة العاشرة في مركز اقتراع اقيم في فندق شيراتون في ساحة الامويين في دمشق، وقال للصحافيين: إن «للرئيس بشار الأسد شعبية كبيرة، لكن له أيضًا منافسون أقوياء». في مركز اقتراع أقيم في مدرسة الباسل في شارع بغداد في وسط العاصمة، قالت هند الحمصي، ربة منزل (46 عامًا): «جرحت اصبعي لانتخب بالدم، احب وطننا ورئيسنا لأنه الافضل». وورقة الاقتراع كناية عن ورقة عليها صور المرشحين الثلاثة مع صورة الاسد الى اليسار، وتحت كل صورة دائرة بيضاء يقوم بعض الناخبين بالبصم داخلها بالدم للتعبير عن وفائهم للاسد، بينما يكتفي آخرون بوضع اشارة فيها علامة تاييد. وبث التلفزيون السوري صورا لوفد ايراني برئاسة رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي في احد مراكز الاقتراع. وقال بروجردي: «الشعب يصوت بكل حرية وإن شاء الله سينتخب رئيسًا ويقرر مصير سوريا. وبهذه الخطوة، لا يمكن للامريكيين ان يهددوا سوريا، لان الشعب واقف مع الرئيس المنتخب.. ولن يسمح بأي تدخل خارجي بشؤون سوريا». المزيد من الصور :