في الوقت الذي قلل فيه رئيس النادي الأدبي بمكةالمكرمة الدكتور حامد الربيعي من شأن الصوالين الأدبية تجاه قوة ونشاط الأندية الأدبية وعدّها جزءا من أنشطة الأندية التي تسير وفق أسس معينة تديرها جهات مسؤولة حريصة على إثراء كافة المجتمع، فاتحةً أبوابها للجميع وفق أنظمة وشروط النادي الأدبي، فقد أكد عدد من أصحاب الصوالين أن دورهم فعال في الحركة الأدبية وتتعدد مناشطهم حسب حاجتهم إلى طرح كل ما يفيد المجتمع على عكس ما يقدمه النادي الأدبي ذو الطابع الروتيني منوهين إلى أنهم لم يضعوا صوالينهم للوجاهة وحب الظهور والمجاملات. وأكد الربيعي أنه لا صحة لما يطرح من أن الصوالين الأدبية أثرت على نشاط الأندية، معللاً ذلك بأن الأندية منذ أربعين عاماً وهي تمارس عملاً ثقافياً منضبطاً. وهي مؤسسات تنطوي تحت وزارة الثقافة والإعلام، ولهذه الوزارة الإشراف والتوجيه لمسار الثقافة بصفة عامة والأدب بصفة خاصة، وإذا قلت إن الأندية مؤسسات أعني بذلك أنها ترتبط بتلك الوزارة لا من حيث الإدارة فقط، وإنما من حيث الدعم والتمويل، معنى هذا أن طبيعة الأندية تختلف عن الصوالين التي يعتبر تركيزها على شريحة معينة من المجتمع، والأندية تستقطب كافة شرائح المجتمع، وتقدم لهم الدورات والمسابقات الأدبية والجوائز. ونوه الربيعي: إن كان الهدف الذي قام عليه النادي والصالون هو هدف واحد، وهو السعي إلى خلق حراك ومشهد ثقافي يتعاطى مع قضايا العصر ومع فئات المتلقين فالصالون في اعتقادي لم يؤثر على النادي كما يقال، ولا النادي يستطيع أن يؤثر على الصالون، فكلٌ له رواده. ويرى الدكتور عبدالعزيز سرحان انتشارالصوالين الأدبية وتطورها، يعود إلى الطابع الروتيني للأندية. مشيراً إلى أن صالونه الأدبي الذي تأسسس عام 1407 والذي يعقد حتى هذه اللحظة في منزلي الهدف منه تكريم أهل الفضل والإنجازات من أهل مكةالمكرمة خاصة والسعودية عامة، وتطور فأصبحت أهدافه لنشر ثقافة المجتمع، ويكون الحوار فيه مفتوحاً، وأرى أن الصوالين سحبت البساط من الأندية لما تتمتع به من حرية التعبير. ويشير سرحان إلى أن صالونه استضاف العديد من الشخصيات المتعددة الأطياف في المجتمع، وطالب بأن تتطور هذه الصوالين لتصبح مجالس استشارية تقدم خلاصة ما يدور فيها من مقترحات للمسؤولين لتكون رافدا مساعدا في تنمية الوطن، وأقترح أن تكون لها جمعية تندرج تحت لوائها. فيما تحدث مدير منتدى محمد صالح باشراحيل رحمه الله مشهور الحارثي أن هذه المنتديات أو ما تسمى بالصوالين الأدبية هي من المظاهر الحضارية التي تستوجب الإشادة بها، فهي تقوم على إحداث حراك ثقافي إيجابي يقدم لمرتاديه النماذج الفكرية والإبداعية المتنوعة من خلال فعالياتها المنبرية. وأضاف: تعرف بأسماء أصحابها، وتختلف منهجية عملها تبعاً لميول أصحابها. أما ما يقدمه صالون باشراحيل فيرى مديره أنه يعد من أوائل الصوالين في المملكة العربية السعودية، حيث يحظى بحضور مميز وتجاوب مع برامجه المنبرية، ويقوم على استقطاب رجالات الفكر والمعرفة من العلماء والمفكرين والأدباء والأكاديميين، ويعمل على اكتشاف المواهب. ويرى نائب رئيس النادي الأدبي الدكتور عبدالله الزهراني أن وجود هذه الصوالين التي تكون تحت مظلة شخص جداً مفيدة، حيث تهتم بالجانب الأدبي والثقافي، مؤيداً وجودها لتساهم في رقي المجتمع.