تشهد الصوالين والملتقيات الثقافية حضورا كثيفا مقارنة بالأندية الأدبية التي تشتكي قلة الرواد، ما جعل البعض يرى أن قلة الحضور في الأندية الثقافية يعود إلى سوء الخدمة التي تقدمها مقارنة بالمنتديات والصوالين الأدبية، إضافة إلى الحرية التي تستطيع بها الصوالين اختيار ضيوفها ومحاضريها. وحول كثرة الحضور في الصوالين والملتقيات الخاصة وقلتهم في الأندية الأدبية، يقول الدكتور عبدالله باشراحيل (صاحب منتدى محمد صالح باشراحيل الثقافي الأدبي): «على وزارة الثقافة والإعلام زيادة مخصصات الأندية الأدبية». وأضاف «لتقدم الأندية ثقافة جيدة فهي تحتاج إلى المزيد من المال»، مبينا أن ما قام به نادي مكة الأدبي من عمل من مواخاة بين الصوالين الأدبية والنادي الأدبي، بحيث يقيم النادي بعض برامجه في هذه الصوالين خارج إطار النادي عمل جيد، ونصح باشراحيل النادي بتسليط الضوء على أنشطته وأن يقيم جائزة كبرى للمثقفين والمبدعين تعيد للنادي قيمته في مكةالمكرمة وتكون سنوية. فوجود المنتديات الأدبية والصوالين ظاهرة صحية تزيد من ثقافة المجتمع، فهذه الصوالين والمنتديات ليس هدفها البريق الاجتماعي، فأصحاب هذه المنديات هم من الأدباء والمشاهير ولا يحتاجون إلى بريق إعلامي، فهم معروفون ومشهورون وقد فتحوا منازلهم حبا في الثقافة والأدب وخدمة لمجتمعهم. من جهته، قال الناقد الدكتور محمد مريسي الحارثي: «كثرة الصوالين والمنتديات الأدبية هي ظاهرة صحية، وليس من باب الترف، ولكن من باب شعور الناس أن الكلمة تتوسع وهي مرغوبة وكل يبحث عن حاجته وما يشبع ميوله، سواء أكانت علمية أو غير علمية». وأضاف «الخدمات في الصوالين والمنتديات الأدبية هي السبب في زيادة الحضور؛ لأن الأندية تنقصها بعض الخدمات، كما أن الأندية ليس فيها خصوصية، فهي ضيقة خاصة في اختيار المحاضرين، وهي من فرضت ذلك على نفسها ولم يفرض عليها، بخلاف الصوالين»، وبين الدكتور الحارثي أن روح التنافس بين الأندية ضعيف جدا، بل يكاد يكون معدوما، ما أضعف الأندية، فلا بد من وجوده. أما الدكتور عبدالعزيز سرحان (صاحب أحد الملتقيات)، فقال: «لقد استطاعت الصوالين والمنتديات الأدبية خطف جزء من مرتادي الأندية، وذلك بسبب الروتين الممل في الأندية، حيث أنه لا يوجد فيها ما يشد المثقف والأديب، أما الصوالين ففيها التنوع، سواء أكان في الشخصية أو الطرح، كما أن الحرية في النقاش في الأندية أصبحت مقيدة». وأضاف «الخدمة في الصوالين أرقي من الموجود في الأندية، سواء في قاعات الاستقبال أو أماكن الجلوس أو نوع الطرح الذي يطرح في الصوالين يختلف عما يطرح في الأندية». وحول هذه الآراء، قال رئيس النادي الأدبي بمكةالمكرمة الدكتور حامد الربيعي: «لا أرى خوفا على الأندية الأدبية من الصوالين والمنتديات التي تقام في خطف الأدباء والمثقفين منها، فنحن في نادي مكة الأدبي لدينا تجربة، حيث استطعنا أن نقيم جزءا كبيرا من برامجنا في وسط المجتمع بعيدا عن النادي، واستطعنا أن نحدث توأمة بين النادي وهذه الصوالين، وقد أقمنا عدة فعاليات في هذه الصوالين ونستعد لإقامة فعاليات أخرى، وقد كانت لنا اتصالات مع عدد من أصحاب هذه الصوالين، حيث أبدوا رغبتهم في عمل توأمه مع النادي، وبذلك أصبح هناك تكامل وتعاون بين هذه الصوالين وبين النادي».