"خير جليس في الزمان يُهان"، هذه العبارة سترد إلى ذهنك بمجرد مرورك بإحدى المدارس، إذ سترى بالكاد ملامح الأرصفة والطرقات المجاورة للمدرسة، بعدما كساها الورق الممزق والكتب المهملة. هذا السلوك مهما كان عتيقا، إلا أنه أصبح لزاماً أن توجد وزارة التربية والتعليم، حلا لتلافي هذا الهدر المكلف. هذا المشهد في مدارس البنين يطغى على السطح، ويكون واضحا للعيان، في المقابل لم يسبق أن شاهد أحد مدرسة للبنات رسمت طالباتها تلك اللوحة المحزنة فوق المنطقة المحيطة بمبنى مدرستهن، وقد تشهد مدراس البنات من الداخل ذلك السيناريو، إلا أنه في منطقة من السهل السيطرة عليها، وجمع الكتب فيها، وإعادة استخدامها. وبالعودة لمشهد البنين، فما إن ينتهي الطلاب من اختباراتهم حتى تتطاير كتبهم ومذكراتهم ليس فرحا بل عدم مبالاة، حتى تستقر بعد طيرانها أرضا على الأرصفة، لتكسو الإسفلت بياضا، في منظر لا يستحقه الكتاب، وليس بلائق بطالب علم، يعول عليه أن يكون مستقبل هذه البلاد.