تعرض بعض المتطوعين والمتطوعات الذين فزعت إنسانيتهم إلى مساعدة الطالبات وإنقاذهن من وسط الحريق الذي نشب في مجمعهن الدراسي في جدة السبت المنصرم إلى إصابات، استدعت نقلهم هم الآخرون إلى تلقي العلاج في مستشفيات العروس المختلفة. ويقول أحد الذين التقتهم «الحياة» حسان الطليقي: «تصادف تواجدي بصحبة والدي يوم الحادثة بجانب المدرسة، وحينما رأينا الدخان المنبعث من داخل أرجائها شمرنا عن سواعدنا وعكفنا على مساعدة الطالبات على الخروج، فبدوري اتجهت إلى جلب السلالم المتحركة لتمكين بعضهن من النزول، وذهب والدي في جلب المفارش مع مجموعة من الشباب ليتمكن البعض الآخر من القفز عليها ما تسبب لديه في تمزق في عضلات يديه وبعض الجروح بسبب تساقط البنات عليه»، مشيراً إلى أن والده يرقد الآن في المستشفى متألماً من شدة ما لحق به. وفي حال مشابه لوالد الطليقي، سقطت على صالح الثقفي (أحد الذين عمدوا إلى استقبال الطالبات القافزات هرباً من النيران) قطعة من الخشب من أعلى المدرسة خلال محاولته إنقاذ الطالبات من الحريق، ما أدى إلى إصابته ببعض الكدمات، وتابع : «بينما كنت منهمكاً مع مجموعة من الشباب في مساعدة الطالبات، وأنا تحت مظلة فناء المدرسة تطايرت كتلة خشبية غليظة من أعلى»، وزاد واصفاً الموقف: «كان المكان أشبه بساحة حرب، إذ كانت الفوضى تعم المكان بأسره والدخان غيم أرجاءه». أما فيصل النقيب الذي صدم لرؤية تصاعد الحريق والدخان من المجمع، وأردف: «رأيت مشهد الدخان فأسرعت إلى المدرسة، وقمنا بإخراج الطالبات من طريق الشبابيك وكررنا الاتصال على الدفاع المدني ولكن للأسف تأخر في الوصول نصف ساعة». وعن الحال الذي كان شاهداً عليها، مضى يقول: «كان مشهد البنات بعد قفزهن مفزعاً ومحزناً جداً، فهناك من تبكي ومنهن من دخلت في حال إغماء وأصبح الرصيف مكتظاً بالطالبات».