أيام قليلة تفصلنا عن موسم الإجازة الصيفية في دول الابتعاث التي يكثر فيها المبتعثون، وهنا فإن الفرصة سانحة أمام الدارسين، لاستثمار إجازة الصيف في التدريب الصيفي وخاصة في دول الدراسة طالما كانت القوانين تسمح بذلك. غالبية المبتعثين يعودون من بعد الدراسة محملين بشهاداتهم العلمية، معتقدين أنها المفتاح الفعال لباب الفرص الوظيفية، وها هي الملحقية الثقافية تستعد لتزف للوطن 12500 خريج وخريجة، هؤلاء سيجد عدد منهم خيارات وظيفية، وسيكون القرار بيدهم هم دون غيرهم للانتقاء منها، في الوقت الذي سيعاني جزء آخر من عدم رغبة الجهات الموظفة في انضمامهم إليها، فما الفرق بين أولئك وهؤلاء؟! باعتقادي أن الفرق يكمن في المهارات والقدرات والشهادات التي يدعم بها النفر الأول سيرهم الذاتية، فيعززون من كفاءتهم، في حين يركن الآخرون إلى الشهادة فقط، معتقدين أنها الإنجاز الأكبر، دون إدراك لمتطلبات الحياة من كفاح وصراع من أجل بناء الذات البشرية. أخيرا، تعد الإجازة الصيفية فرصة ثمينة لكسب المهارات والتدرب في شركات أو جهات كثيرة، حتى لو كان ذلك دون مقابل مادي، وسواء كان ذلك في بلد الابتعاث أو في أرض الوطن، فمجرد المبادرة لذلك دلالة على همة الفرد ورغبته الجادة في العمل، وبلا شك فإن ذلك يعد أحد الاعتبارات المهمة لدى تقييم كفاءة الشخص مقابل الفرصة الوظيفية.