خلاف نشب بين رفاق السلاح "داعش، وتنظيم القاعدة"، ألقى بظلاله على حقائق غائبة، تبنى الأول كشفها، حين خرج المتحدث باسم من يصفون أنفسهم بأمراء الدولة الإسلامية في العراق والشام أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي حصلت "الوطن" على نسخة منه، وأعلن فيه صراحةً، عن علاقة "القاعدة"، بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن طهران، كانت تساعد "القاعدة" في تسهيل إيصال الإمدادات إلى مقاتليها. وقال العدناني، إن للقاعدة دينا ثمينا لطهران، بما يكشف العلاقة بين الجمهورية الإسلامية، وإن "الدولة الإسلامية" تغاضت عن إيران، وكبحت جماح جنودها، امتثالاً لتوجيهات وطلب "قادة القاعدة". إلى ذلك، شن مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، هجوما على حزب الله، وعده في حوار أجرته معه "الوطن"، مجرد أداة لتنفيذ أجندة إيرانية، تسعى لتكريس طهران كقوة وحيدة في الشرق الأوسط، وهو ما قاده إلى المطالبة بضرورة محاكمة قادة حزب الله، الذين أعطوا الأمر باغتيال الرئيس رفيق الحريري، إرضاءً لبشار الأسد. وأخيراً "شهد شاهدٌ من أهلها".. داعش تعلنها صراحةً: "ل"القاعدة" دين ثمين في رقبة إيران"، مؤكدة العلاقة بين الجانبين، لتكتب الفصل الأخير في سلسلة مراوغات التنظيم الإرهابي والجمهورية الإسلامية واللذين كانا يسعيان بكل ما أوتيا من قوة أن يشككا بتلك العلاقة، بل وينفيانها من الأصل. تلك الحقيقة ظهرت عقب الخلاف بين داعش والقاعدة، وجاءت على لسان المتحدث باسم من يقدمون أنفسهم بالدولة الإسلامية في العراق والشام أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي حصلت "الوطن" على نسخة منه وردت فيه على بيان زعيم التنظيم أيمن الظواهري. التسجيل الذي حمل اسم "عذراً أمير القاعدة"، كشف عن علاقة القاعدة بإيران، وأن طهران كانت تساعد القاعدة في تسهيل إيصال الإمدادات لمقاتليها، كما اعترفت "داعش" بتغاضيها عن إيران، امتثالاً لتوجيهات القاعدة، كما نفت "داعش" في بيانها أن تكون تابعة للقاعدة. وقال المتحدث باسم "داعش": اجتهد الكثيرون في تفسير وتأويل بيان أمير "تنظيم القاعدة"، أيمن الظواهري الأخير. فلم يسمي الظواهري الأشياء بأسمائها، فضلاً عن التناقض فيما ورد في البيانات والتصريحات السابقة له، وخاصةً فيما يخص تبعية "الدولة الإسلامية" لتنظيم القاعدة، حيث نفى العدناني مبايعة الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" للقاعدة، مؤكداً بقوله لم نبايع في يوم من الأيام تنظيم القاعدة. وأضاف أن مقاتلي الدولة عندما سمعوا تصريحات الظواهري الأخيرة، قالوا عنها "لقد خرف الشيخ" وطالب العدناني الظواهري بالتراجع عن تصريحاته وإصدار بيان واضح بذلك وإلا فإن الدولة الاسلامية معذورة فيما تفعله في قادم الأيام. وكشف العدناني في تسجيله أن "داعش"، لم تضرب في إيران تلبية لطلب القاعدة و"للحفاظ على مصالحها، وخطوط إمدادها، مضيفاً سيسجل التاريخ أن "للقاعدة" دين ثمين في عنق إيران". وإن "الدولة الإسلامية" تغاضت عن إيران، وكبحت جماح جنودها، امتثالاً لتوجيهات وطلب قادة القاعدة بالرغم من قدرتها على تحويل إيران إلى بركة من الدماء. كما اتهم العدناني، باسم أميره أبو بكر البغدادي، الظواهري أنه من خلال شهادته الأخيرة، لبس على الناس و"أجهد نفسه في إثبات أمر لم يثبته"، قاصداً بيعة "الدولة" للقاعدة، لكي يُظهر جنود "الدولة" بمظهر الخائنين الناكسين"، ووجه حديثه إليه قائلاً إنه "لو قدر الله لكم أن تطأوا أرض الدولة الإسلامية، لما وسعكم إلا أن تبايعوها وتكونوا جنوداً لأميرها القرشي حفيد الحسين، كما أنتم اليوم جنود تحت سلطان الملا عمر، فلا يصح لإمارة أو دولة أن تبايع تنظيماً". مذكراً بأن للقاعدة بيعة للملا عمر ولحركة طالبان. وطالب العدناني في نهاية تسجيله بقية قادة القاعدة بإعلان موقفهم الصريح من الدولة الإسلامية في العراق والشام في بيان رسمي، مشيراً أن سكوتهم موافقة وعدم رفضهم تصريحات الظواهري، يعد محاربة للدولة وعليه فإن الدولة لن تبقى صامتة وستدافع عن منهجها بكل ما أوتيت من قوة.