اعترف المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، أبو محمد العدناني، بالابتعاد تماماً عن توجيه أية ضربة لإيران امتثالاً لأوامر القاعدة. وقال العدناني في شريط فيديو بُثَّ على موقع «يوتيوب» أمس، إن «الدولة الإسلامية ظلَّت تلتزم بنصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه، ولذلك لم تضرب الروافض في إيران منذ نشأتها وتركتهم آمنين في إيران، وكبحت جماح جنودها المستشيطين غضباً، رغم قدرتها آنذاك على تحويل إيران لبرك من الدماء». وأضاف أن الدولة «كظمت غيظها كل هذه السنين؛ تتحمّل التهم بالعمالة لألد أعدائها إيران؛ لعدم استهدافها، تاركة الروافض ينعمون فيها بالأمن والأمان؛ امتثالاً لأمر القاعدة؛ للحفاظ على مصالحها، وخطوط إمدادها في إيران». وأنكر العدناني أن تكون «داعش» فرعاً للقاعدة، كما قال زعيمها أيمن الظواهري، بل طالب الظواهري بمبايعة زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي «أميراً للمؤمنين» كما يسميه رجاله، واعتبر أن ما درج عليه عناصر وقيادات «داعش» من أقوال عن علاقتهم بالقاعدة إنما كان حرصاً على وحدة صف التنظيم. وهاجم العدناني «جبهة النصرة»، فرع القاعدة في سوريا، وزعيمها أبو محمد الجولاني، ووصفه ب «الخائن الغادر الناكث»، كما اتهم الظواهري بتأجيج الفتنة بقبوله لبيعة الجولاني. وقال موجهاً كلامه إلى الظواهري «ندعوك للتراجع عن خطئك القاتل ورد بيعة الخائن الغادر الناكث فتغيظ بذلك الكفار.. أنت من أيقظ الفتنة وأذكاها وأنت من يطفئها». ورفض العدناني مناشدات الظواهري ل «داعش» بالانسحاب من سوريا، وقال «أما عن مناشدتك لنا بالانسحاب من الشام فلن نعيد ونكرر.. هذا أمر شبه مستحيل وغير ممكن شرعاً ولا عقلاً ولا واقعاً، ولن نقول إن الشام باتت اليوم بأشد الحاجة للدولة من الأمس». في المقابل، ردَّت الجبهة الإسلامية في سوريا على شريط «داعش» بكلمة صوتية لرئيس مجلسها الشرعي «أبو عبدالملك» حملت عنوان «طوبى لمن قتلهم وقتلوه». ووصف «أبو عبدالملك» تنظيم «داعش» ب «الخوارج» و«عصابة البغدادي»، متعهدا بحشد الدعم ضده في شمال وشرق سوريا. وخاطب «أبو عبدالملك» أهالي شرق سوريا بقوله «يا أسود الشرقية قسماً لن نسلمكم لهؤلاء الخائنين، وستهب جموع المجاهدين لدحر الخوارج، وتطهير الشام كلها من رجسهم».