في تسجيل جديد ربما يكشف التحالف غير المعلن بين إيران والقاعدة، وحقيقة عدم تنفيذ هجمات للقاعدة على إيران، ونشرته الكثير من وسائل الإعلام ومواقع التواصل المحسوبة على "داعش"، اعترف "أبو محمد العدناني"، المتحدث باسم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، أو ما يعرف بتنظيم "داعش"، بالابتعاد تماماً عن توجيه أية ضربة لإيران امتثالاً لأوامر القاعدة. وقال العدناني: "ظلَّت الدولة الإسلامية تلتزم نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه؛ ولذلك لم تضرب الدولة الإسلامية الروافض في إيران منذ نشأتها، وتركت الروافض آمنين في إيران، وكبحت جماح جنودها المستشيطين غضبًا رغم قدرتها آنذاك على تحويل إيران لبرك من الدماء، وكظمت غيظها كل هذه السنين، تتحمّل التهم بالعمالة لألد أعدائها إيران لعدم استهدافها، تاركة الروافض ينعمون فيها بالأمن والأمان امتثالاً لأمر (القاعدة) للحفاظ على مصالحها وخطوط إمدادها في إيران".
وهاجم العدناني زعيم تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري"، موجهاً له انتقادات لاذعة حول بيانه الأخير الذي بيّن فيه موقفه من الرئيس المعزول محمد مرسي والمرشح للرئاسة المصرية عبدالفتاح السيسي والجيش المصري بشكل عام.
وتابع العدناني في كلمة بثتها مواقع تُستخدم لبث بيانات "داعش"، وحملت عنوان "عذراً أمير القاعدة"، وقال: "عذراً أمير القاعدة. الدولة ليست فرعاً تابعاً للقاعدة، ولم تكن يوماً كذلك، بل لو قدر لكم الله أن تطأ قدمكم أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها، وتكونوا جنوداً لأميرها القرشي حفيد الحسين، كما أنتم اليوم جنود تحت سلطات الملا عمر".
وأضاف: "عذراً أمير القاعدة. إننا كنا، ولحين قريب، نجيب من يسأل عن علاقة الدولة بالقاعدة بأن علاقتها علاقة الجندي بأميره، ولكن هذه الجندية يا دكتور لجعل كلمة الجهاد العالمي واحدة، ولم تكن نافذة داخل الدولة، كما أنها غير ملزمة لها، وإنما هي تنازل وتواضع وتكريم منا لكم، ومن الأمثلة على ذلك عدم استجابتنا لطلبك المتكرر بالكف عن استهداف عوام الروافض في العراق، بحكم أنهم مسلمون يعذرون بجهلهم، فلو كنا مبايعين لك لامتثلنا أمرك، حتى لو كنا نخالفك الحكم عليهم. هكذا تعلمنا في السمع والطاعة، ولو كنت أمير الدولة لألزمتها بك، ولعزلت من خالفك، بينما التزمنا طلبكم بعدم استهدافهم في إيران وغيرها".
وأردف المتحدث باسم "داعش" مخاطباً الظواهري: "لقد وضعت نفسك وقاعدتك اليوم أمام خيارين لا مناص منهما: إما أن تستمر على خطئك وتكابر عليه وتعاند ويستمر الاقتتال بين المجاهدين في العالم، وإما أن تعترف بخطئك وزلتك وتصحح وتستدرك، وها نحن نمد لك أيدينا من جديد لتكون خير خلف لخير سلف، فقد جمع الشيخ أسامة المجاهدين على كلمة واحدة، وقد فرقتهم. نمد لك أيدينا من جديد، وندعوك للتراجع عن خطئك القاتل، ورد بيعة الخائن الغادر الناكث، فتغيظ بذلك الكفار. أنت من أوقد الفتنة وأذكاها، وأنت من يطفئها إن أردت إن شاء الله، فراجع نفسك وخذ موقفاً لله. وندعوك ثانياً لتصحيح منهجك، وأن تصدع بردة الجيش الباكستاني والمصري والأفغاني والتونسي والليبي واليمني وغيرهم من جنود الطواغيت وأنصارهم، وعدم التلاعب بالأحكام والألفاظ الشرعية كقولك: الحكم الفاسد والدستور الباطل والعسكر المتأمركون، والدعوة صراحة لقتال جيش مصر جيش السيسي الفرعوني الجديد، وإلى التبرؤ من مرسي وحزبه، والصدع بردته، وكفاك تلبيساً على المسلمين".
وأضاف: "نعم مرسي المرتد الذي خرج إلى سيناء بجيشه لا لمحاربة اليهود، بل لمحاربة الموحدين هناك، فدك بطائراته ودباباته بيوتهم وبيوت المسلمين. نعم ذلك المرتد الذي عيَّن قاضياً نصرانياً صليبياً ليحكم على من أسر منهم، وطبعاً جاء الحكم بالإعدام، فلماذا لم ترد عليه، بل صورته مظلوماً، وترفقت به. عذراً أمير القاعدة أن نتواضع لكم طواعية، فنلتزم بالجماعة ونحرص على توحيد كلمة المسلمين، ولو على حساب حقوقنا شيء، وأن تلزمنا جراء ذلك ببيعة وتبعية لكم، فتحملنا جرم شق صف المجاهدين وسفك دمائهم الذي تسببت أنت به بقبولك بيعة الخائن الغادر ".