الشرق الأوسط - السعودية قالتها «داعش» باللسان الفصيح، إرهابنا وإرهاب «القاعدة» ليس موجها لإيران، عن قصد. «قطعت جهيزة قول كل خطيب». نحن لم نهاجم إيران امتثالا لسياسة مقصودة في عقل مخطط «القاعدة».. هكذا قال أبو محمد العدناني، المتحدث باسم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) في رسالة هجومية ضد أيمن الظواهري، المتهم بمحاباة النصرة ضد «داعش». قال العدناني، لسان «داعش»، بالنص: «ظلت الدولة الإسلامية تلتزم نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه، ولذلك لم تضرب الدولة الإسلامية الروافض في إيران منذ نشأتها، وتركت الروافض آمنين في إيران، وكبحت جماح جنودها المستشيطين غضبا، رغم قدرتها آنذاك على تحويل إيران لبرك من الدماء، وكظمت غيظها كل هذه السنين؛ تتحمل التهم بالعمالة لألد أعدائها إيران؛ لعدم استهدافها، تاركة الروافض ينعمون فيها بالأمن والأمان؛ امتثالا لأمر القاعدة؛ للحفاظ على مصالحها، وخطوط إمدادها في إيران». في هذه الكلمات، صدقت «داعش» ومتحدثها، حيث الواقع يشهد على ما جرى، ولكنه لم يصدق حين زعم بأن «القاعدة» أيضا كفت «جهادها» أو شرها وإجرامها عن بلدان مثل السعودية ومصر وليبيا، رغم استغاثات الناس بالمجاهدين. فالسعودية ظلت تخوض حتى اليوم حربا شعواء مع مجاميع «القاعدة». سبق لصاحب هذه الكلمات من (2005) الإشارة لعلاقة إيران ب«القاعدة»، كان هذا يعتبر جنوحا في القول، لكن القوم اليوم كشفوا الستار ونشروا الأسرار. لإنعاش الذاكرة. * مايو (أيار) 2005 نشرت رسالة للقيادي القاعدي، المصري سيف العدل، الذي كان مقيما بإيران، وقد أشرف على تفجيرات مايو بالرياض 2003 يتحدث فيها عن علاقته بالأردني أبي مصعب الزرقاوي، وظروف هربهم من أفغانستان مرورا بإيران، فيما سمي ب«الانسياح» في الأرض، حسب سيف العدل، وساح معه كثير من المقاتلين إلى إيران، واستغلوا هناك مقرات الحزب الإسلامي التابع للقائد الأفغاني حكمتيار، بعلم الإيرانيين طبعا. * يونيو (حزيران) 2005 نشرت رسالة أيمن الظواهري الموجهة للزرقاوي أيضا يتحدث عن أشياء يهمنا منها هنا نصيحة الظواهري للزرقاوي مسؤول «القاعدة» بالعراق بالتخلي عن الممارسات التي تنفر الجمهور، ومن ذلك مهاجمة عوام الشيعة. ويذكر الظواهري زميله بأن إيران الشيعية تحتجز لديها قرابة مائة من «القاعدة» فهل نضحي بهم؟ نذكر أيضا، أين كان الناطق باسم «القاعدة» سليمان أبو غيث، وابن أسامة بن لادن، وصالح القرعاوي، مؤسس كتائب عبد الله عزام، وكثير من «نخب» قيادات القاعدة؟ بضيافة المخابرات الإيرانية طبعا. إنه تحالف مفهوم، فإيران تريد أي ورقة تستخدمها لإرهاب خصومها في المنطقة، و«القاعدة» تريد أي طرف يساعدها، ولو كان الشيطان، لاستهداف البلدان العربية، وفي مقدمها السعودية والعراق ومصر. على كل حال هذا الكلام صار معلوما الآن، درسه وشرحه، خبير أميركي مثل دانيال بايمان (أستاذ برنامج الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون) في دراسة بعنوان «تحالف مستبعد: علاقة إيران السرية بتنظيم القاعدة». هناك من يريد أن يرى وهناك من لا يريد، بينهما يكمن الفرق بين الحقيقة والوهم.