قال مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء علي الغوينم، إن اللجنة الفنية في مهرجان مسرح الطفل الثالث، الذي تنظمه وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، وتستضيفه الأحساء لمدة 8 ليال على خشبة مسرح الراحل عبدالرحمن المريخي، حرصت كل الحرص على اختيار عروض مسرحية تعزز القيم الاجتماعية والسلوكية والوطنية عند الأطفال، بالنظر إلى ما للمسرح من تأثير قوي في هذا المجال. وأشار الغوينم، خلال حديثه أول من أمس إلى "الوطن" أن المهرجان، يهدف إلى تعزيز الدور الثقافي الذي تطلع به وزارة الثقافة والإعلام تجاه الطفل، وإثراء الساحة الثقافية والمسرحية بعروض مسرحية تبرز القدرات المتميزة للمسرح السعودي، بجانب منح الفرصة أمام الأطفال لمشاهدة مسرحهم الذي يحبونه، وفتح المجال للمبدعين من الأطفال في فنون الإلقاء للمشاركة على هامش المسرح وتقديم الجوائز لهم، لافتاً إلى أن المهرجان سيتيح الفرصة للارتقاء بمستوى مسرح الطفل بما يمثل من دورة مكثفة لمنسوبيه، وحث المدارس الابتدائية على أن تقدم المسرحيات والبرامج والأنشطة الثقافية والترفيهية الموجهة للأطفال. وذكر أن الدول قديماً وحديثاً سعت في ميادين التربية لتثقيف النشء وتقوية الانتماء إلى الوطن والذود عنه، وأن المسرح أقرب وسيلة تثقيف للطفل، لذا حرص المعنيون في التربية والتعليم على إيجاد المسارح في المدارس، وبالفعل استفاد منها النشء، أيما فائدة في تنمية خياله وتحفيزه على صناعة المستقبل وتهذيب أخلاقه، وسعت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية في نشر ثقافة مسرح الطفل بتنظيم مهرجان سنوي يهتم بتوعية الطفل وتثقيفه من خلال النصوص المسرحية الهادفة، التي تثقفه تاريخياً ووطنياً واجتماعياً، وقد دعمت الوزارة الفرق المسرحية التي تقوم بعرض أعمالها على مسرح الطفل. إلى ذلك، انطلقت أول من أمس أولى ندوات المهرجان بورقة "مسرح الطفل وعبدالرحمن المريخي – رحمه الله -"، شارك فيها عبدالرحمن الحمد، ومدير عام جمعية الثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل، وورقة عمل لعلي السعيد قدمها نيابة عنه سلطان النوة، وأدارها عبدالله التركي. وتناول المشاركون سيرة المريخي، وأهم أعماله، واصفين إياه برمز من رموز الفن المسرحي في بلادنا، الذي أسهم في نهضته، مبينين أن وفاته كانت صادمة للمحيطين به، فوجوده في مسرح الطفل هو الشعلة التي أنارت لمن أتى من بعده، وذكروا أن بدايته في الفن كانت كرسام هاوٍ بعدها بعامين تحول إلى شاعر تقليدي انتشر شعره في المجالس ثم نضجت موهبته واتجه إلى المسرح وأخرج أعماله الأولى في نادي الجيل، وأسهم مع صبحي عبدالمحسن في إخراج أوبريت "نور وهداية"، إلى أن جاءت الدهشة بمسرحة "ليلة النافلة"، التي كانت فارقة في أعمال المريخي وحاز بها على المركز الأول، وكانت سببا في حضوره المهرجانات العربية، وتحول مفهومه وإدراكه فاهتم بالمسرح الشعبي، واعتمد على التجريب، وتوالت أعماله المسرحية، كما كتب عملين للتلفزيون وأخرج بعض الحفلات الغنائية، وكان آخر عمل مسرحي له شدد بن عنتار، وقد أخذ شخصياته من الواقع المحلي واهتم بالبنية اللغوية، وقد كان وسيظل المعلم والملهم لكثير من شبابنا لأنه أحب عمله ووطنه وأخلص لهما، مؤكدين أن المريخي كان مشروعا ثقافيا وفنيا انطلق من الأحساء الرائدة فنيا، وأنه كان يعتني كثيراً في مسرح الطفل، الذي يظنه البعض أنه انتقل من مسرح الكبار والحقيقة أنه انطلق من التربية والتعليم ودور الرعاية الاجتماعية، وقد كانت انطلاقة المريخي لمسرح الطفل جاءت من حبه للطفولة ورغبته في التجويد، حيث يطيل في البروفات وكان يذهب للأطفال يجمعهم ويتحملهم بحب، واهتمامه بالطفولة دفعه للبحث في التراث عن أعمال تناسب الطفولة، وأن من سمات أعماله أيضا الخيال والتغريب والمسرح بالطفل للطفل، وكذلك قدرته الفائقة على إدارة المجاميع، وتحدثوا عن مستويات النص المسرحي عند المريخي في مسرحيتي "ساق القصب" و"لص فوق العادة"، وكل نص موجه إلى مرحلة عمرية مختلفة راعى فيه المريخي اللغة والجمل الحوارية، وأبانوا أن المستويات التي تناولت النصين وهي القيمة التربوية، والقيم التعليمية والمعلوماتية، والقيمة الفنية والجمالية، والتشويق والاتكاء على التراث.