تغيب أكلة"المقلية" الشهيرة لدى أهل المدينة أو "المداينة" طيلة العام لتعود وتتسيد السفرة الرمضانية كل يوم في منازلهم . والمقلية تتكون من عجينة دقيق الحمص وكراث وبهارات تقلى بالزيت لتعد وتجهز , حيث تشبه المقلية إلى حد كبير الطعمية المصرية والفلافل الشامية شكلا ولكنها تختلف في المذاق. وكثير من الناس يطلقون عليها الطعمية المدينية أو الفلافل المدينية , ولقرابة نصف قرن مضى تعتبر المقلية واحدة من أكثر الوجبات الرمضانية حضورا لدى عائلات المدينةالمنورة وقد حول عدد من مطاعم المدينة نشاطها من عمل الأكلات اليومية من أرز ودجاج وخلافهما إلى عمل المقلية. ويقوم الكثير من أصحاب المطاعم بافتتاح بسطات أمام مطاعمهم خلال فترة العصر من كل يوم لبيع المقلية للصائمين والذين يتسابقون على شرائها بشكل يومي. ويقول محمد العمري إن سفرته لا تخلو من وجود المقلية والتي تعتبر مطلبا أساسيا عند أبنائه أيضا , مشيراً إلى أن انتشار بائعي المقلية في شهر رمضان الكريم يسهم بشكل كبير في تنوع الخيارات لديهم في انتقاء أجود المطاعم التي تعدها. إلا أن علي الجبرتي (معلم أكلات شعبية) يقول إنهم تعودوا أن يحددوا نشاطهم خلال فترة العصر في بيع المقلية والسمبوسك والزلابية واللقيمات والباخمري التي تتكون من الفطير , مضيفا أنهم في فترة المساء يمارسون نشاطهم الطبيعي في بيع الأكلات السائدة طيلة العام. وأشار إلى أن فترة ما قبل المغرب تشهد ازدحاما لافتا. ويقول سامي العمر إنه لا يتخيل سفرة رمضان بدون وجود المقلية والتي تعد من الأساسيات بالنسبة لديه مثل السوبيا والسمبوسك والفول والدقة . إلا أن العمر يتأسف لما وصفه بأن المقلية بدأت تفقد بريقها شيئا فشيئا حيث لم تعد هناك مطاعم متخصصة في صناعة المقلية فقط كما كان قبل ثلاثين عاما بل أصبح هناك العديد من المحلات التي تقوم بعملها دون معرفة بأصول صنعتها.