ارتكبت قوات نائب رئيس دولة جنوب السودان المقال، رياك مشار، الذي يقود تمردا على حكومة بلاده، مجازر بشعة بحق مدنيين شماليين كانوا يعملون بالتجارة في مدينة بانتيو، التي اعترف جيش جنوب السودان رسميا بفقدانها، غير أنه أكد ترتيباته لاستعادتها في وقت قريب. واتهم المتحدث باسم الجيش، فيليب أغوير، قوات مشار بارتكاب جرائم إنسانية بالمدينة، وهو ما أكده شهود عيان قادمون من المدينة وقالوا إن قوات مشار قتلت شماليين احتموا بالمسجد الكبير عقب سقوط المدينة، مشيرين إلى أن قوة كبيرة حاصرت المسجد المكتظ بالشماليين وبعض المواطنين الجنوبيين، وألقت القنابل بداخله لتقتل جميع من كان فيه. وتضاربت المعلومات بشأن قتلى المسجد، فيما قدرهم البعض ب60 قتيلا، رجح آخرون أن يتخطى العدد 300 فرد، فيما قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوجريك، إن بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان "أونميس" أفادت أول من أمس، أن العاملين في البعثة شاهدوا نحو 40 جثة ملقاة في شوارع البلدة، كما تلقت البعثة تقارير أفادت أنه بالإضافة إلى استيلاء قوات المعارضة أمس على بلدة بانتيو، تسيطر الآن على مقاطعتي جيت وروبكونا بولاية الوحدة. وتعدّ بانتيو في ولاية الوحدة المدينة الوحيدة المهمة التي يسيطر عليها المتمردون، وسبق أن استولى المتمردون على المدينة في ديسمبر مع بداية النزاع لكن الجيش أخرجهم منها بعد شهر. وتتهم قوات مشار حركة العدل والمساواة السودانية، بالمشاركة في القتال الدائر بالدولة الوليدة بجانب القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير. إلى ذلك، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، نداء ملحا من أجل جنوب السودان، حيث يواجه مليون شخص خطر المجاعة؛ بسبب المعارك وموسم الأمطار، وقال "إذا لم نتحرك فورا، فإن مليون شخص قد يعانون من المجاعة في غضون أشهر". من ناحية أخرى، أكد وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، عدم وجود توتر فى العلاقات بين الخرطوم وجوبا، ووصف العلاقات بين الدولتين"بالجيدة". وقال بنجامين، إن بلاده لا تملك أي أدلة اتهام ضد الخرطوم، بشأن تدريب متمردي الجنوب في الأراضي السودانية. فى سياق آخر، أعلن الجيش السوداني نهاية التمرد بالجبال الشرقية بولاية جنوب كردفان، بعد معارك استمرت يومين أفضت إلى تحرير 12 منطقة كانت تحت سيطرة المتمردين، وذلك في إطار المرحلة الثانية من عمليات الصيف الحاسم للقضاء على التمرد بالبلاد.