أكدت وزارة الداخلية المصرية أمس مقتل اثنين من عناصر جماعة الإخوان إثر تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بمحافظة الغربية. وقالت الوزارة إن "عناصر من جماعة الإخوان حاولوا إشعال النيران في نقطة مرور الرجدية، وقاموا بإطلاق النيران على قوات شرطة النجدة المكلفة بتأمين طريق (المحلة - طنطا)، وإن قوات الشرطة أطلقت النار على المهاجمين، ما أدى إلى مقتل عنصرين والقبض على 3 آخرين". كما أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي مقتل أحد العناصر التكفيرية، إثر تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في سيناء، وقال "استهدفت عناصر من قوات الجيش الثاني الميداني المدعو نور الحامدين على إحدى الطرق المؤدية إلى قرية التومة بعد عدم امتثاله لمحاولة إيقافه وقيام القوات بمحاصرته فتبادل معهم إطلاق النيران حتى لقي مصرعه، ويعد الحامدين أحد أبرز العناصر التكفيرية الخطرة بمنطقة الشيخ زويد، وهو على صلة نسب بالتكفيري أبومنير الذي قتل في نوفمبر الماضي". في غضون ذلك، عقدت الجماعة الإسلامية أمس اجتماعاً طارئاً لأعضاء الجمعية العمومية لمراجعة الموقف من الأزمة الراهنة. وبعد استعراض الحملة التي أطلقتها الجماعة بعنوان "لا للتكفير والتفجير"، وافقت غالبية الأعضاء على نبذ العنف واستمرار المعارضة السلمية. إلى ذلك، رأى خبراء أن قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين لن يؤدي إلى وقف أنشطة الجماعة، مشيرين إلى أن الحل الجذري لها يتمثل في تصفيتها نهائياً. وقال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أحمد بان "الحكومة تتجاهل أن الجماعة صنعت مجدها عبر 60 عاما من الحظر، وهذا القرار لن يسهم في صنع السلم الأهلي الذي يتطلع إليه المواطنون، وإنما قد يؤدي إلى تعقد الأمور، خاصة وأن إغفال الجانب السياسي والفكري في التعامل مع الإخوان لن يحل الأزمة، بل بالعكس سيساعد الإخوان على المتاجرة دولياً بقضيتهم وتوصيل رسالة للعالم الخارجي بأنهم مضطهدون لامتلاكهم رؤية سياسية وفكرية مختلفة عن رؤية السلطة الحاكمة". وبدوره، قال القيادي السابق بالجماعة مختار نوح "لا مستقبل للجماعة، وكل الفكر الإخواني سينتهي خلال سنوات، وقلت منذ 4 سنوات إن نهاية الإخوان ستكون في غضون 10 سنوات. وأثق تماماً في أن مصر قادمة بقوة وستنتصر على هؤلاء، والرئيس المعزول محمد مرسي دفع ثمن تعاونه في مخطط تقسيم المنطقة، والجماعة جرى استخدامها في هذا المخطط لأنها لا تريد إلا الحكم، وأميركا أعطتهم الحكم كما أرادوا، وظنوا أن المسألة حسمت لهم، لذلك كان التحدي الأكبر بالنسبة إلى أميركا هو وجود المشير عبدالفتاح السيسي وسيظل هو التحدي الأكبر لها، خاصة في ظل تصاعد شعبيته التي تمهد الطريق أمامه للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة". في سياق منفصل، كشف عمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق وأحد مستشاري الحملة الرئاسية للمشير السيسي، تفاصيل اللقاء الذي جمعه بالممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، مشيراً إلى أنها أكدت له أن مصر لا تقف وحدها في مواجهة الإرهاب، وأنها ليست قلقة من تأثير الإرهاب على العملية الانتخابية التي تستطيع مصر تنظيمها بنجاح تام وشفافية، وهو ما يطمئن إليه الأوروبيون، ويشاركون فيه بإرسال وفد من الملاحظين الدوليين للانتخابات. وأضاف موسى في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه، بأنه رد في المقابل قائلاً "مصر جادة جداً في تنفيذ خارطة المستقبل، والإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي، وأكثر ما تحتاجه مصر من الاتحاد الأوروبي هو الخبرة الاقتصادية والإدارية، التي ظهر أثرها في عملية التقدم والإصلاح التي استفادت منها عدة دول في الماضي".