احتشد 68 طفلاً وطفلة معوقا يمثلون أكثر من خمسين مدرسة وجمعية خيرية من مناطق المملكة كافة وعدد من دول الخليج في ضيافة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، على مدى ثلاثة أيام بمدينة أبها للمنافسة على جوائز سموه لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين في دورتها الثامنة عشرة. ويرعى الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير الحفل الختامي لتوزيع الجوائز مساء اليوم بمقر مركز رعاية الأطفال المعوقين بمنطقة عسير، بحضور عدد من أصحاب الفضيلة العلماء المنافسات النهائية لمسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، فيما يقام الحفل الختامي النسائي صباح اليوم بفندق قصر أبها بحضور الدكتورة منى آل مشيط عضو مجلس الشورى. وأوضح أمين عام المسابقة الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن السبيهين، أنه تم توجيه الدعوات لترشيح متسابقين ومتسابقات للمشاركة في هذه المسابقة إلى جميع إدارات التربية والتعليم للبنين والبنات وإدارات الشؤون الاجتماعية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية ومراكز رعاية الأطفال المعوقين الأهلية والحكومية وغيرها داخل المملكة، بالإضافة إلى الجهات المعنية بدول مجلس التعاون الخليجي التي بلغ عددها 100 جهة. وأشاد الأمين العام للمسابقة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان المسابقة معنوياً ومادياً منذ انطلاقتها، حيث بادر سموه بإنشاء هذه المسابقة وتمويلها من حسابه الخاص ابتغاء ما عند الله من الثواب وللإسهام في رعاية تلك الفئة خلال تشجيعها على حفظ كتاب الله الكريم، استشعاراً من سموه الكريم لما يحققه حفظ كتاب الله الكريم من غرس الإيمان والهدوء والطمأنينة والسكينة والاستقرار النفسي للمعوقين. وأجمع عدد من أصحاب الفضيلة العلماء في تصريحات واكبت الدورات السابقة على أن مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين تعد عملا رائدا يعكس حجم العناية التي يحظى بها المعوقون في المملكة العربية السعودية. وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز - يرحمه الله -: أشكرالله - جل وعلا - على ما منّ به من هذا الاجتماع بمناسبة قيام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز بتشجيع هذه الفئة المحتاجة للتشجيع، وهي فئة المعوقين من الشباب، نسأل الله أن يثيبه على عمله الطيب وأن يشكر له سعيه، وأن يوفق أبناءنا المعوقين لكل خير، وأن يشفيهم من كل سوء وأن يعينهم لما فيه رضاه . ولا شك أن هذه الجمعية ومساعدة هؤلاء المعوقين ورعاية شؤونهم، جمعية مشكورة على عملها الطيّب وعلى إحسانها إلى هؤلاء وعلى رأس هذه الجمعية سمو الأمير سلطان بن سلمان، ونسأل الله أن يعينه على كل خير وأن ينفع بجهوده. وأضاف مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: "المجتمع المسلم هوالمجتمع المثالي والمجتمع الذي يتطلع الناس إليه، وأن هذه الجمعيات الخاصة للمعوقين وأمثالها في الحقيقة من أخلاق إسلامنا، وأن دين الإسلام اعتنى بالمرضى والمعوقين عنايةً فائقة، فأمرنا بالإحسان إليهم والعطف عليهم ورحمتهم، والقيام بحقهم تأهيلاً لهم ليعلموا أنهم - ولله الفضل - في بلاد الإسلام وأن ما حصل لهم من نقص فإن الله معوض خيراً منه، فهو إنسان له حقوق علينا من كل الوجوه، وديننا جاء بالخير والعدل، وبلادنا - ولله الحمد - بلاد القرآن وبلاد السنة، المحكمة لشريعة الله، وتلك المسابقة لحفظ كتاب الله إنما هي تشجيع لأبنائنا وحث لهم. فوصيتي لهم تقوى الله وشكر الله على نعمه في كل آن وحين.. ابشروا واصبروا. وبين الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله-: هذه المراكز لا شك أنها لما يدعو الإسلام إليه لأن الله أوصى بالقاصرين لأنهم في حاجة، وكلما كان الإنسان لشيء أحوج كانت مساعدته أفضل، والمعوقون منهم. وقال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزيرالشؤون الإسلامية: "يسرني أن أبدي عميق سروري وجزلي لهذه العناية الفذة بأبنائنا الذين جعلهم الله - جل وعلا - على هذه الصفة ليختبرنا وليرفع درجاتهم ودرجات آبائهم وأمهاتهم. فهو اختبار لنا هل نرحم، هل نقبل، هل نعمل الخير ابتغاء ما عند الله - جل وعلا - وإخلاصاً له؟أم نكون مقصرين على أنفسنا؟. فالأمر ابتلاء، والله - جل وعلا - يفتن بعض العباد ببعضكما قال سبحانه (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيراً) (2). قال العلماء فتن الله الصحيح بالمريض وفتن الله المريض بالصحيح، لهذا كانت هذه المسابقة "مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين كانت رمزاً من الرموز التي نفرح بها ونثني عليها ونشكر لسموه كريم عنايته واهتمامه بهذه النخبة وبهذه الطائفة من أبنائنا وبناتنا وبرعاية هذه المسابقة والحث عليها. الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز - رحمه الله: "اسمحوا لي أن أتوجّه بصفتي عضواً في الجمعية العمومية لجمعية الأطفال المعوقين بالشكر والامتنان إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، رئيس مجلس إدارة الجمعية ليس فقط على ما حققته الجمعية من إنجازات ولكن لتبنيه ورعايته لهذه المسابقة الرائدة التي تضاف لسجله المميّز في رعاية المعوقين وقضيتهم، كما أتوجّه إلى هؤلاء الأطفال الأعزاء الذين شاركوا في فعاليات هذه المسابقة وحرصوا على التنافس في حفظ القرآن الكريم بكل التقدير والاعتزاز على ما أبدوه من إرادة وحرص وتفاعل. وزاد الشيخ صالح الحصين: "إن القرآن بما نعرفه من جمال الأسلوب واتساق النغم من أهم الوسائل لتربية الذوق الجمالي لدى الأطفال، وهذا واضح وظاهر من التجارب، بالإضافة إلى ذلك فإن أثره على سلوك الطالب أيضاً تثبته التجارب، فمدارس تحفيظ القرآن الكريم كما يشهد المعلمون فيها ويشهد المتصلون بها تتميز بالنسبة لطلبتها في ارتقاء سلوكهم وتميزهم في أخلاقهم، فلا شك أن سمو الأمير – حفظه الله – وفقه الله بتبني هذه الفكرة السليمة، ولا شك أن أثرها سوف يظهر إن شاء الله على الطلبة، وتؤدي نتائجها كما تؤديه على نتائج الأطفال العاديين. وأوضح الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى السابق: "حاولت أن أستجمع شيئاً في الحديث عن هذه الفئة القريبة إلى القلوب فما حضرني في هذه العجالة إلاّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم في قوله "الساعي على الأرملة والمسكين كالصائم لا يفطر، كالقائم لا يفتر، أو قال كالمجاهد في سبيل الله". والنص الآخر في قوله صلى الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم كهاتين". فإذا كان هذا في الأرملة والمسكين واليتيم وهم ليس عندهم من الضعف وليس عندهم من الإعاقة وليس عندهم عجز ما عند هؤلاء، فكيف بهؤلاء؟ ثم قوله صلى الله عليه وسلم "الساعي" ومعلوم أن الساعي يعني "الدأب" ويعني المواصلة وليس لفتة مرة واحدة، وليس بذلاً منقطعاً، فكيف إذا كان السعي على هذه الفئة، لا شك أن العمل في هذا من أفضل ما يتقرب به إلى الله عز وجل. وأكد الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ رئيس مجلس الشورى: أن الدولة افتتحت آلاف الحلقات القرآنية في المساجد وعشرات المدارس الرسمية الخاصة بتحفيظ القرآن. وفي هذه الجمعية الخاصة برعاية الأطفال المعوقين جاءت الاهتمامات من قبل الأمير سلطان بن سلمان في عدة أوجه، ولعل على رأسها إنشاء "مسابقة تحفيظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين"، تشجيعاً لأبنائهم وبناتهم الذين يقومون برعايتهم بهذه الجمعية المباركة، تشجيعاً لهم ليحصلوا على الفضل العظيم والأجر الجزيل من الله - سبحانه وتعالى -، ويتنافسون في عمل خيري يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع، فجزاهم الله خير الجزاء وبارك في جهودهم. وقال عبدالله العبيد وزير التربية والتعليم السابق: "إنهم إخوة وأخوات عاقتهم بعض العوائق البدنية أو الذهنية عن التكامل مع المجتمع من خلال نقص تلك القدرات، ولكنهم جزء من هذا المجتمع وينبغي علينا أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه هذا الأمر، وأنه القرآن الكريم أيها الإخوة، الذي يجمعنا جميعاً على منهج الله - سبحانه وتعالى - وعلى خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فالله أمر بهذا القرآن حفظاً وتلاوة ونشراً؛ وشكراً لسموه على جهده الذي بذله وشكراً لجميع الإخوة الذين ساعدوا هذه الجمعية على أدائها وعطائها وشكراً لكم جميعاً. وبين الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي: "هذا اللقاء يتميز بميزات كثيرة لعل أهمها ميزتان مهمتان الأولى أنه يتعلق بكتاب الله -عز وجل - وتلك منقبة عظيمة وميزة كبيرة، فينبغي أن تتضاعف الجهود وأن تتضافر الإمكانات في دعم كتاب - الله عز وجل -، وتشجيع حفظته والمتنافسين فيه (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، أما الميزة الثانية فتتعلق بفئة عزيزة علينا في هذا المجتمع وفي كل المجتمعات الإسلامية، فئة جديرة بالعناية والرعاية والاهتمام ألا وهي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من إخواننا الذي قدر الله عليهم ألواناً من القصور في بعض الأجزاء الجسدية والعقلية، وهذا ابتلاء وامتحان يرى المرء وهو يشاهد هذه النماذج الطيبة فيحفظ كتاب الله - عز وجل - أن الإعاقة الحقيقية هي لبعض الأسوياء الذين أعرضوا عن كتاب الله - عز وجل - وأعرضوا عن حفظه وتدبره والعناية به. الشيخ محمد بن عبدالله السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام قال: "هذه الليلة تجتمع ثلة مباركة من حفظة كتاب الله تعالى في مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، ومن جوار بيت الله الحرام، لحضور هذا الحفل الختامي لمسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين، وقد تنافست هذه الثلة في أشرف ميدان، وجاءت لتحتفل بثمرة جهودها في هذه البلدة المباركة، فهنيئاً لكم أيها النشء المبارك ما حفظتم من كتاب الله، وأسأل المولى - عز وجل - أن يحفظكم بحفظه، ويلبسكم لباس الصحة والعافية، ويوفقكم لمزيد من النجاح والفلاح. الشيخ الدكتور علي الحذيفي: جئنا نشارك أبناءنا ثمرة جهودهم وموهبتهم وسباقهم لمكرمات الأعمال. وأضاف الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف: "إن المشاركة في حفل تكريم الحافظين للقرآن الكريم من الأطفال المعوقين يعد بعض الواجب عليّ لأبنائنا وبناتنا نشاركهم فيه ثمرة جهودهم وفرحة تحصيلهم وسباقهم لمكرمات من الأعمال الصالحة النافعة، ولو وظف كل فرد من أفراد المجتمع قدراته وموهبته في كل شيء نافع في الدين والدنيا إلى أقصى درجات الاستفادة من المواهب والقدرات لنهض المسلمون بمجتمعهم نهضة يرضا عنها الرب تعالى، وتاريخ المسلمين حافل بنماذج من العظماء، نفعوا أمة الإسلام في مجالات كثيرة مع ما كان يلازمهم من العوق، فيما أكثر الناس عاش حياة خالية من الاهتمامات العالية النافعة ومات على هذه الحياة مع ما كانوا فيه من كمال الخلقة وتمام القدرات والمواهب والصفات، والسبب أن أولئك العظماء الذين نفعوا أنفسهم ونفعوا الأمة في تلك المرحلة مع ما كان يلازمهم من الإعاقة وظفوا قدراتهم ومواهبهم في العلم النافع والعمل الصالح إلى أقصى ما يقدرون عليه. وقال الشيخ الدكتور صالح آل طالب إمام وخطيب المسجدالحرام: "إن مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القران الكريم للأطفال المعوقين تأتي في إطار تميز المجتمع السعودي المسلم، وتعكس مدى الاهتمام بكتاب الله الكريم. وأن ريادة المسابقة تعود إلى أهميتها كأحد برامج التأهيل والدمج للأطفال المعوقين وتشجيعهم على إثبات قدراتهم والخروج من دائرةالعزلة، حيث إن المسابقة قد أظهرت التنافس بين هؤلاء الأطفال الذين تميزوا عن غيرهم من بعض الأصحاء فيحفظهم لكتاب الله الكريم. والشكر والتقدير للأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الجمعية، لتبنيه هذه المسابقة، ورعايتها وأضاف وزير العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسي: "يسعدني أن أكون في هذه الليلة المباركة في رحاب آي التنزيل الحكيم. إن هذه المبادرة الطيبة تضاف إلى منجزات الوطن واطلاعه بمسؤولياته الشرعية، وتضاف تحديدا إلى القائمين على هذا المنشط وأخص صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان - حفظه الله وراعاه - وكتب له أجر ذلك.