لم يكد الرحالة ناصر محمد القحطاني أن يصل إلى محافظة رجال ألمع يوم الثلاثاء الماضي بعد أن قطع أكثر من 150 كلم مشيا قادما من مدينة أبها، حتى استقبله الكثير من أعيان المنطقة وبعض الصحفيين ليوجه رسالة إلى الكثير من الشباب الذين يمارسون التفحيط ويقضون على حياتهم وحياة الآخرين قائلا للصحفيين: انقلوا رسالتي إلى الشباب لعلهم يمارسون رياضة المشي فهي أفضل بكثير من إيذاء أنفسهم والآخرين. وكان القحطاني قد تطوع للمشي كل هذه المسافة انطلاقا من سوق "عسير مول" وذلك للمشاركة في أسبوع المرور الخليجي في نسخته الثلاثين، وكان في وداعه وكيل إمارة منطقة عسير سليمان بن محمد الجريش، حيث واصل رحلته عبر طريق عقبة شعار ثم محافظة محايل عسير ثم رجال ألمع وأخيرا مشى في طريق عقبة ضلع حتى وصل أخيرا إلى أبها مرة أخرى. ووصل القحطاني، الذي تجاوز الستين من عمره، إلى محافظة رجال ألمع واستقبله وكيل المحافظ مفرح زايد الألمعي، ومدير مرور المحافظة الرائد إبراهيم البناوي وذلك من باب التفاعل والمشاركة في أسبوع المرور الخليجي، وتجول في معرض المرور بهذه المناسبة. وقال القحطاني إنه يهتم كثيرا برياضة المشي وإنه مارس المشي لمسافات طويلة منذ زمن طويل، مشيرا إلى أن الإعلام لم يكن يهتم بهذه الرياضة أو بالرحلات التي كان يقوم بها بين المدن والمحافظات، وأكد أن المشي هو من أفضل الرياضات على الإطلاق. وأضاف: شاركت في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، حيث مشيت لمسافات طويلة إلى منطقة نجران وجازان ومحافظاتها ومحافظات منطقة عسير، وأنا من خلال مشاركتي في أسبوع المرور الخليجي أهدف إلى زيادة التوعية بأهمية التركيز أثناء قيادة السيارات وأدعو كل الشباب إلى ممارسة هذه الرياضة فهي أفضل كثيرا من التفحيط الذي راح ضحيته الكثير من الأبرياء. وعن رحلاته أثناء الليل والمواقف التي يتعرض لها رجل مثله وهو في هذا السن، قال القحطاني إن أغلب رحلاته كانت في الليل ولم يقابل أي شيء يدعو إلى الخوف، بل كان يتعرض لمضايقات من الكلاب الضالة، التي تجبره أحيانا إلى حمل سكين يدافع بها عن نفسه، مشيرا إلى أنه اختار طريق عقبة شعار، وطريق رجال ألمع، وعقبة ضلع لصعوبتها، متمنيا أن تصل رسالته إلى الجميع.