بعد ساعات من حادث تفجير سيارة مفخخة استهدف أول من أمس حاجزا للجيش اللبناني في مدينة الهرمل بسهل البقاع القريب من الحدود السورية، ضبط الجيش أمس سيارة أخرى في بلدة الجديدة على الحدود، تبين أنها مفخخة ثم عمل على نقلها إلى محلة البيادر التي تقع على أطراف البلدة وفجرها، فيما أكد الجيش اللبناني في بيان أمس، أنه "يدفع من دم ضباطه وجنوده ثمن مكافحته الإرهاب وسعيه إلى فرض السلم الأهلي". وكان حادث التفجير بمدينة الهرمل الذي خلف عددا من القتلى والجرحى، قد تبنته جبهة النصرة في لبنان التي أعلنت أكثر من مرة مسؤوليتها عن عمليات التفجير مبررة ذلك بأنه "انتقام من تدخل حزب الله وإيران في الحرب الدائرة بسورية"، ولوحظ أنه بعدها يقوم الشيخ أحمد الأسير الذي أعلن ولاءه لأبو محمد الجولاني مؤسس جبهة النصرة في بلاد الشام، بالتعليق عبر "توتير" لتبرير الفعل الإجرامي، وقال أمس عقب حادث الهرمل: "إن التفجير نتيجة وليس سبباً"، أخرجوا من سورية وأوقفوا ظلمكم على أهل السنّة"، وتردد أن الأسير جند 3 آلاف شاب من أهل السنة من أجل مقاتلة حزب الله رفضا لمشاركته في الحرب السورية. على الجانب الآخر بدت الحكومة اللبنانية الجديدة أكثر إصرارا على تجفيف معابر السيارات المفخخة التي تسلك الحدود اللبنانية - السورية، التي يجري تفخيخها من قبل جبهة النصرة، والذي ظهر واضحا من تصريحات وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس بأن "المعابر المفتوحة مع الحدود السورية هي نفسها التي أدخلت 15 سيارة مفخخة إلى الأراضي اللبنانية"، مطالبا "القوى السياسية أن تساند القوى الأمنية لإقفال معابر الموت المفتوحة مع الحدود السورية". أما رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، فدعا إلى مواجهة "الموجة الإرهابية بشكل فعال استنادا إلى خطوات جدية وخطة واقعية أولها انسحاب حزب الله من القتال في سورية، فالعناد أمام الأخطاء لا ينفع، ويجب التراجع عن هذا التورط لكي يُفسح في المجال أمام خطوات أخرى أقلها نشر الجيش معززا بقوات الطوارئ الدولية على الحدود مع سورية، مع توحيد لعمل الأجهزة الأمنية اللبنانية في الداخل". وفي البقاع تمكنت مخابرات الجيش اللبناني من إلقاء القبض على حسين قاسم الأطرش عمّ الارهابي الموقوف عمر الأطرش في جرود القاع، حيث تبين أنه مشترك معه بنقل السيارات المفخخة.