ضربت يد الإرهاب مجدداً في لبنان أمس وطاولت الأبرياء والمدنيين، لكن في مدينة الهرمل في البقاع الشمالي هذه المرة حيث فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة، ما أدى الى مقتل 3 مواطنين أمام سراي المدينة وجرح أكثر من 26 آخرين. وأعلنت «جبهة النصرة في لبنان» على موقع «تويتر» مسؤوليتها عما سمته «عملية استشهادية فارسها أحد أسود جبهة النصرة»، مشيرة الى «زلزلة معقل حزب الله رداً على ما يقوم به من جرائم في حق نساء وأطفال أهل السنّة في سورية». ودعا بيان «جبهة النصرة» «أهل السنّة في كل مناطق لبنان الى أن يرصّوا صفوفهم» لمواجهة من وصفته ب «حزب الشيطان»، وأضافت: «ما خبرناه إلا غبياً وجباناً، غبياً بتقديراته الجنائية، وجباناً لوضع مقارّه بين المدنيين». وكانت المجموعة ذاتها أعلنت مسؤوليتها عن صواريخ استهدفت مدينة الهرمل في السابق. واستفاق لبنان على أنباء الانفجار التاسعة إلا ربعاً صباح أمس في ساحة سراي الهرمل التي تقع قربها محال تجارية وفروع مصارف وعيادات طبية ومكاتب دوائر رسمية. وأدى الانفجار الى احتراق العديد من السيارات وتحطمها وتضرر العديد من المحال التجارية والأبنية. وقال شهود عيان من الجرحى ل «الحياة»، إن السيارة انفجرت فيما كانت تعبر الطريق من أمام أحد المصارف، ومن دون أن يركنها الانتحاري الذي كان يقودها، بفعل وجود حراسة مشددة للمنطقة منذ أكثر من سنة، والتي تحول دون ركن أي سيارة من دون التعرف الى هوية صاحبها ووجهته. وفيما أشار بيان للصليب الأحمر اللبناني الى سقوط 5 قتلى وأكثر من 40 جريحاً، أعلن بيان قيادة الجيش عن سقوط ثلاثة قتلى وعثور الخبراء المختصين على أشلاء بشرية قرب السيارة المستخدمة في التفجير. وباشرت الشرطة العسكرية التحقيق لتحديد طبيعة الانفجار وظروف حصوله». وفيما لم يذكر بيان الجيش إذا كان انتحاري فجر السيارة فإن معظم التقديرات تحدثت عن أن الأشلاء تعود إليه. وتبين أن السيارة المفخخة من نوع «كيا سبورتاج» سوداء اللون كانت سرقت من منطقة إنطلياس في ساحل المتن الشمالي. واعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن الانفجار حلقة جديدة في مسلسل الإجرام الذي يستمر المتضررون من الاستقرار في تنفيذه، مؤكداً أن تحصين الساحة يستوجب التضامن القيادي والشعبي ويفرض قيام حكومة جامعة سريعاً لمواجهة التحديات. ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى التوحد في وجه الأعمال الإرهابية التي تضمر الشر لهذا الوطن. ودان رئيس الحكومة المكلف تمام سلام العمل الإرهابي، معتبراً أن الرد على ما يتعرض له أهلنا في الهرمل يكمن في تحسين المناخات السياسية لقطع الطريق أمام المستفيدين من ضعف الوضع الداخلي. وصدرت استنكارات للتفجير من نواب المنطقة الذين زار معظمهم موقع الانفجار وتفقدوا الجرحى، فيما استُنفرت أجهزة الإغاثة ووزارة الصحة، واعتبرت كتلة «المستقبل» النيابية أن هذه الجريمة في الهرمل تخدم أعداء لبنان والاستقرار والعيش المشترك، مطالبة الأجهزة الأمنية بكشف المجرمين. ودانت السفارة الأميركية في بيان، «التفجير الإرهابي الذي وقع في الهرمل»، وحثت «جميع الفرقاء على ممارسة ضبط النفس والهدوء والامتناع عن القيام بأعمال انتقامية». وأعلنت «دعم الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لإجراء تحقيق شامل في التفجير». وأكدت «مواصلة الولاياتالمتحدة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية لضمان بناء لبنان مستقر وذي سيادة». وأشادت ب «دور القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي في الحفاظ على أمن لبنان»، وحثت على «تقديم أي فريق مشارك في تفجير الهرمل الى العدالة».