ساعات قليلة فصلت بين انفجار الشويفات في ضاحية بيروت الجنوبية، وانفجار الهرمل قرب الحدود مع سورية، حيث أوضحت مصادر أمنية أن الطيران الحربي السوري اخترق الأجواء اللبنانية. ونفّذ طلعات جوية وغارات وهمية فوق مناطق على طول الحدود، لتوفير غطاء جوي لهجوم عنيف تعد له قواته الجوية والبرية منذ فترة، لاستعادة السيطرة على المنطقة الممتدة من بلدة الزارة إلى قلعة الحصن الاستراتيجية. كما توسّع نطاق القصف السوري ليصل إلى قرى منطقة عكار. وتحدثت مصادر أمنية عن تغلغل حشود عسكرية غير عادية للجيش السوري في المناطق الحدودية مقابل الأراضي اللبنانية، بعد إيقافها العبور من لبنان إلى داخل أراضيها. وكان لبنان قد شهد 10 عمليات عسكرية خلال الأشهر الستة الماضية، وهو ما عده مراقبون تمهيداً للعدوان المتوقع. ويرى الباحث في الإرهاب السياسي ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد هشام جابر، أن الانفجارات والعمليات الانتحارية التي تشهدها الأراضي اللبنانية بدأت تظهر آثارها بعد إعلان جبهة النصرة مسؤوليتها عن انفجار الهرمل، الذي يأتي ضمن سلسلة استهداف مناطق نفوذ حزب الله. وقال "من السهل تفخيخ السيارات المسروقة في سورية أو على الحدود في منطقة جرود عرسال، ثم نقلها إلى الهرمل عبر طرق جانبية دون عبور حواجز أمنية. لكن يتوجب عليها المرور بعدد من نقاط التفتيش في البقاع ومداخل بيروت والضاحية الجنوبية إذا حاولت الجماعات المسلحة تفجيرها في تلك الأخيرة، ما يقلل فرص نجاح العملية. لذلك يبدو أن الحل الأفضل بالنسبة لهؤلاء إنجاز العمليات الانتحارية في منطقة سهلة جغرافياً وأمنياً مثل الهرمل". وينفي جابر أن تكون العمليات الانتحارية موجهة ضد "حزب الله" ويقول: "لم تستهدف هذه التفجيرات مراكز حزب الله، بل كانت موجهة ضد ضحايا أبرياء. وهذا استكمال لنفس السيناريو الذي يشهده العراق، حيث يفجر الانتحاري نفسه حينما يصعب عليه الوصول إلى هدفه. وهذا ما حدث في انفجار الهرمل، حيث فجر الانتحاري نفسه في محطة بترول مكتظة بالمدنيين". ويتوقع جابر زيادة وتيرة التفجيرات والعمليات الانتحارية في لبنان، مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في سورية وعدم نجاح مؤتمر جنيف2. ويستبعد جابر أن يكون استهداف الهرمل وضاحية بيروت الجنوبية وسيلة ضغط نفسي وسياسي وعسكري من الحركات المسلحة لدفع جمهور حزب الله على الثورة ضد وجوده في سورية. قائلاً "الهرمل وضاحية بيروت الجنوبية ليستا ثكنات عسكرية، بل هي مناطق سكنية تضم آلاف العائلات التي شعرت بأنها المستهدفة، مما قد يدفعها للاحتماء بالحزب الطائفي. ويجب التمييز بين عرسال والهرمل، فالأولى موازية للحدود مع سورية. كما أن جرود عرسال المجاورة لمنطقة القلمون السورية على اتصال بمدينة يبرود، التي لم يسيطر عليها الجيش السوري النظامي. لذلك تعد منفذاً لعبور كل شيء، من خلال 5 معابر شرعية والعشرات غير الشرعية التي لا تخضع لمراقبة الجيش السوري، ولا يملك الجيش اللبناني إمكانية ضبطها.