أكدت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء أمس أن طرفي الصراع الدائر في منطقة أرحب، شمالي البلاد، توصلا إلى اتفاق جديد ينهي المواجهات الدائرة بين الحوثيين والقبائل، والمستمرة منذ أسابيع، في وقت بدأ وضع جديد يتشكل في منطقة حاشد القبلية على وقع الانكسارات العسكرية التي منيت بها أسرة آل الأحمر والموالون لها وتقدم الحوثيين في مناطق نفوذ آل الأحمر التي تشكلت منذ قيام الثورة في اليمن قبل خمسين عاماً. ونص الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه بجهود اللجنة الرئاسية التي توجد في المنطقة منذ أسابيع على الوقف الفوري والنهائي لإطلاق النار فور توقيع الطرفين على هذا الاتفاق بمراقبة وإشراف اللجنة، على أن يتم رفع النقاط التي أقامها الطرفان من جميع الطرقات في أرحب وإنهاء أي تمركز على جوانب الطرق من الطرفين تحت أية ذريعة ووضع نقطتين عسكريتين مع تسيير الدوريات اللازمة من الجيش لضمان المرور الآمن للجميع ريثما تستقر الأوضاع. ويقضي الاتفاق الجديد بتسليم خطوط التماس من الطرفين في اليوم الأول من التوقيع على هذا الاتفاق ووضع الجيش فيها حتى يستقر الوضع، وإخلاء بقية المواقع ونقاط التمركز جميعها أينما كانت بالتزامن من كلا الطرفين في اليوم الثاني من توقيع هذا الاتفاق حسب آلية تضعها اللجنة. وألزم الاتفاق المجاميع التي ساندت الطرفين من خارج المنطقة أثناء الحرب بالتعاون مع الطرفين على إحلال السلام من خلال إنهاء الوجود المسلح في منطقة أرحب بالانسحاب إلى مناطقها ابتداء من اليوم الثالث، على أن يفتح الطرفان صفحة جديدة من الإخاء والتسامح والقبول بالآخر وحقه المشروع في الحرية الفكرية والثقافية ونبذ العنف واللجوء للسلاح وإيقاف التحريض بكافة أشكاله ووسائله، وحل أي إشكالات قد تظهر لا سمح الله مستقبليا عبر الحوار والتفاهمات الأخوية، وتغليب قيم الإخاء والتسامح بين الجميع. وجاء توقيع الاتفاق الجديد بعد فشل اتفاقات سابقة وانسحاب الوسيط عبدالقادر هلال وعضو اللجنة الرئاسية ومبعوث الرئيس عبدربه منصور هادي من جهود التسوية، واتهامه لجماعة الحوثي بالتنصل عن تنفيذ الاتفاق، بخاصة البند المتعلق بانسحاب المقاتلين القادمين مع الجماعة إلى منطقة أرحب، ما دعا الحوثيين إلى التراجع عن مواقفهم والتوقيع على الاتفاق الجديد. من جهتها هاجمت هيئة أنصار الثورة الشبابية جماعة الحوثي وطالبت بالتعامل مع كل من يدعو إلى عودة الماضي بالضرب بيد من حديد. وقالت إن "هناك بعض القوى المتحالفة والواهمة بعودة الماضي البغيض القريب والبعيد تحاول اليوم التنصل والالتفاف على مخرجات الحوار الوطني من خلال ممارستها للعنف وإرهاب المجتمع وأنها بممارستها هذه أصبحت مكشوفة للرأي العام الداخلي والخارجي أكثر من أي وقت مضى". في غضون ذلك عززت قوات الجيش من وجودها في منطقة غيل بن يمين، بمحافظة حضرموت، شرقي صنعاء، بعد تبنى حلف قبائل حضرموت عملية مقتل وجرح العشرات من الجنود في هجوم نفذته في وقت متأخر من أول من أمس عندما حاولت قوة أمنية الدخول إلى منطقة عبول لتوفير حماية للمهندسين النفطيين المكلفين بإصلاح أنبوب نفط تعرض للتفجير قبل أيام. وأوضحت مصادر أن التعزيزات العسكرية جاءت بعد أن بدأ حلف قبائل حضرموت ينتهج العنف، على الرغم من تعهد زعمائه بأن تكون الهبة الشعبية التي بدأت بها قبائل حضرموت في العشرين من ديسمبر الماضي سلمية ولن تأخذ طابع المواجهات المسلحة مع الدولة. وتبنى التحالف القبلي مسؤولية اشتباك مسلحين تابعين له مع قوات الجيش أول من أمس أدى إلى مقتل 12 جندياً وإصابة أكثر من 10 آخرين وأسر 8 جنود، مضيفاً أن أربعة مسلحين من الحلف أصيبوا.