بدأت لجنة وساطة رئاسية مكلفة بإنهاء النزاع بين الحوثيين وقبائل أرحب في محافظة صنعاء شمالي اليمن، أمس الجمعة ب"تسلم النقاط المهمة"، التي يسيطر عليها المسلحون القبليون، وتسليمها لقوات من الجيش، تنفيذاً للاتفاق الموقع قبل ثلاثة أيام بين الحوثيين ورجال القبائل. وقال الشيخ محمد مبخوت العرشاني، الناطق باسم قبائل أرحب إن "القبائل سلمت لقوات الجيش أمس نقطة غولة زندان، ونقطة قاع سباح، في الطريق العام وسط مديرية أرحب". وتابع أن "مسلحي الحوثي طلبوا من لجنة الوساطة مهلة يوماً واحداً حتى يأذن لهم زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بتسليم النقاط التي يسيطرون عليها". وذكر العرشاني أن "لجنة الوساطة ستقوم في وقت لاحق من اليوم السبت بلقاء الحوثيين من أجل تسليمهم النقاط التي يسيطرون عليها بناء على الاتفاق"، لكنه رجح "عدم تسليم الحوثيين نقاطهم للجيش". وتابع "وافقنا على تنفيذ الاتفاق وتسليم النقاط التي تسيطر عليها قبائل أرحب ،لأننا أبناء الدولة سنظل معها"، مشيراً إلى أن "رئيس لجنة الوساطة الرئاسية اللواء الركن علي الجائفي وعد قبائل أرحب بتدخل الدولة في حالة عدم تسليم الحوثيين للنقاط التي سيطروا عليها". وعلى صعيد الوضع الميداني، قال الناطق باسم قبائل أرحب إن "جماعة الحوثي أطلقت أمس القذائف على مواقع في منطقة بني سليمان رغم اتفاق وقف إطلاق النار". وكان أمين العاصمة صنعاء، اللواء عبدالقادر هلال الذي يشارك في جهود الوساطة الرئاسية المكلفة بإنهاء الحرب في أرحب قد أعلن الخميس الماضي استقالته من لجنة الوساطة الرئاسية، بعد خرق المسلحين الحوثيين لأحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وقال في بيان صحفي نشره على صفحته الخاصة في موقع "فايسبوك" إن "الحوثيين تراجعوا في موقفهم في أحد بنود الاتفاق الذي ينص على عودة المقاتلين الوافدين إلى مناطقهم من الطرفين، والاكتفاء حسب ما طرح من قبلهم بنزولهم من المواقع فقط". وكان الطرفان قد وافقا، الأربعاء على اتفاق رعته لجنة وساطة رئاسية، يقضي ب"وقف إطلاق النار"، و"إنهاء النقاط المستحدثة من قبل الجانبين، وخروج المقاتلين"، الذين هم من خارج المديرية. يأتي ذلك بعد مقتل وإصابة العشرات من طرفي النزاع خلال الأيام الماضية في اشتباكات في مناطق عدة في مديرية أرحب. ويتبادل الطرفان، اتهامات بمحاولة السيطرة على مناطق في المديرية، وفرض نقاط تفتيش فيها، في وقت يتبادلان فيه أيضاً، الاتهامات حول خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه بين ممثلين عنهما قبل أسابيع، برعاية وساطة رئاسية. وخاضت جماعة الحوثي الشيعية عدة حروب مع رجال قبائل وسلفيين في عدة مناطق يمنية، من بينها منطقة "دماج" بمحافظة صعدة (شمال)، خلفت أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، بحسب مصادر سلفية وقبلية.