حثت الولاياتالمتحدة زعماء جنوب السودان على تنفيذ وقف إطلاق النار الذي أعلن يوم 23 يناير الماضي بين الحكومة والمتمردين مع وصول فريق من المراقبين الإقليميين إلى البلاد. كما مارست واشنطن ضغوطاً على حكومة جوبا حتى تفرج عن المعتقلين الأربعة الباقين، وهم آخر دفعة من المحتجزين الذين ألقي القبض عليهم للاشتباه في محاولتهم تنظيم انقلاب. وحث مسؤول في الخارجية الأميركية الجانبين على تسهيل مهمة فريق المراقبين الأفريقي الذي وصل إلى دولة الجنوب للتحقق من وقف إطلاق النار، وتحديد الجهة المسؤولة عن أي خرق حال حدوثه، وقال "نحث حكومة جنوب السودان وزعيم المتمردين مشار على تسهيل عمل الفريق، كما ستقلل سرعة الإفراج عن المعتقلين ونقلهم التوتر وستبني الثقة في عملية مصالحة شاملة". إلى ذلك، أعلن جيمس واني إيقا نائب الرئيس الجنوبي بأن إجراءات قانونية ستتخذ ضد المعتقلين الأربعة المتهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب التي وقعت في منتصف ديسمبر الماضي، مضيفا أن الحكومة ستتصرف وفقاً لتوصيات لجنة التحقيق في محاولة الانقلاب. وكان متمردو جنوب السودان اتهموا القوات الحكومية أول من أمس بتدمير بلدة "لير" مسقط رأس زعيمهم ريك مشار في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدين أن الجيش يتلقى دعما الآن من مقاتلين أجانب في البلاد. من جانبه، ذكر متحدث باسم الجيش الحكومي أنه لم يتلق أي تقارير عن القتال في منطقة "لير"، في حين ذكرت منظمة أطباء بلا حدود الأسبوع الماضي، أن أكثر من 200 من طاقمها أجبروا على الرحيل، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. ويأتي تبادل هذه الاتهامات بين طرفي النزاع في الوقت الذي بدأ فيه وصول مراقبين من شرق أفريقيا إلى جنوب السودان، لمراقبة وقف إطلاق النار بعد 7 أسابيع من اندلاع العنف في العاصمة جوبا ثم انتشاره في أنحاء البلاد. وتفيد تقارير الأممالمتحدة بمقتل آلاف الأشخاص وفرار ما يربو على 800 ألف من ديارهم منذ تفجر القتال نتيجة الصراع على السلطة بين الرئيس ونائبه السابق الذي أقيل في يوليو الماضي على خلفية محاولة انقلاب فاشلة. بدوره، أعرب صندوق الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" عن قلقه الشديد حيال سرقة القوات الحكومية في جنوب السودان لوازم مدرسية وحقائب مخصصة للأطفال. وتأتي هذه الشكوى بعدما التقطت صور لعدد من الجنود الحكوميين في جنوب السودان مدججين بالسلاح ويقاتلون المتمردين منذ منتصف ديسمبر الماضي، وهم يحملون على أكتافهم أكياسا زرقاء تابعة لليونيسيف وعليها عبارة "العودة إلى المدرسة". وقالت المتحدثة باسم المنظمة سارة كروي، "نحن بالتأكيد قلقون للغاية من رؤية هذه السرقة الفاضحة للوازم تربوية لليونيسيف من قبل جنود". وأضافت أن قسماً كبيراً من المساعدة الإنسانية "نُهب في عدة أماكن خلال النزاع في جنوب السودان". مؤكدة على أن مثل هذه السرقات تشهد على ازدراء تام بمبدأ حماية المدنيين واحترام العمل الإنساني. على صعيد آخر، طالب زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض بالسودان، حسن عبد الله الترابي الحكومة بحل مليشيات "الجنجويد" فوراً، متهما شخصيات نافذة في الحكومة بتدريبهم. وحذر من استنساخ تجربة دارفور في كردفان، وكشف عن انتشار 4 ملايين قطعة سلاح خارج القنوات الرسمية للدولة. وأدان الترابي الحكومة وحملها مسؤولية قتل الأبرياء والآمنين في دارفور وشمال كردفان، بواسطة هذه المليشيات، كاشفاً عن تدريب 5500 جندي منهم في معسكر خاص بالخرطوم بتمويل وإشراف قيادات نافذة بالدولة.