في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع العراقية أن غارات جوية شنها الجيش أول من أمس على تجمعات للإرهابيين في الأنبار، أسفرت عن مقتل 50 مسلحا منهم أجانب، شهدت العاصمة بغداد أمس إجراءات أمنية مشددة شملت معظم مناطقها وأحيائها مع نشر قوات مكافحة الإرهاب المعروفة باسم "سوات"، على خلفية وردود معلومات تفيد بأن عناصر مسلحة دخلت إلى المدينة كنازحين من الفلوجة وبعض مدن الأنبار الأخرى. وتركز نشر القوات بحسب العميد في الشرطة الاتحادية فيصل محسن بمناطق الدورة، جنوبي بغداد، والعامرية والغزالية والعدل وحي الجامعة، بجانب الكرخ. وقال إلى "الوطن" إن المعلومات التي توافرت لديهم تفيد بدخول عناصر من تنظيم "داعش" لهذه المناطق بحجة أنهم من النازحين لتنفيذ أعمال إرهابية في مناطق متفرقة من العاصمة، مؤكدا تشديد الإجراءات الأمنية و"تفتيش المركبات والعجلات والتأكد من الأوراق الثبوتية لمستخدميها". إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سكان محافظة الأنبار في غرب العراق إلى طرد المقاتلين الذين يحاربون القوات الحكومية والمدعومين من مقاتلين عشائريين. ومن جانبه، بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، الحاجة لدمج قادة ومقاتلي العشائر السنية بالقوات العراقية، في وقت لا تزال مناطق عدة في غرب العراق تحت سيطرة متمردين. وجاءت مداخلة الرئيس الأميركي خلال لقاء في واشنطن أول من أمس بين نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس مجلس النواب العراقي. وكانت بعثة الأممالمتحدة في العراق قد أعلنت الثلاثاء الماضي تسجيل نزوح أكثر من 22 ألف أسرة من محافظة الأنبار ومدينة الفلوجة بعد الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش، والمسلحين. ولم تمنع الإجراءات المشددة من وقوع أحداث في العاصمة فقتل مدنيان وأصيب 4 بانفجار عبوة ناسفة في شارع المضايف بحي العامرية غربي بغداد، فيما قتل أحد عناصر الجيش العراقي وأصيب 3 آخرون بتفجير عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في قضاء الطارمية، شمال العاصمة، في حين قتل أحد عناصر الجيش وأصيب 3 آخرون باشتباكات بين قوة من الجيش ومسلحين مجهولين في قضاء أبوغريب غربي بغداد، وقتلت امراة بنيران أحد عناصر حماية وزارة الداخلية عن الطريق الخطأ، بمنطقة الباب الشرقي. وفيما أعلنت وزارة العدل أمس تنفيذ حكم الإعدام بحق 11 مدانا عراقيا بتهم إرهابية ليبلغ عدد المحكومين بالإعدام خلال الأسبوع الحالي 37، كشف مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار عن اعتقال امرأة عراقية تدعى "عائشة الدليمي"، في منطقة البوبالي الواقعة شرقي المحافظة تتزعم مجموعة تضم عددا من النساء باسم "حفيدات الخنساء"، أعلنت الجهاد المسلح ضد القوات العراقية.