تستعد القوات العراقية لشن «هجوم كبير» في مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مقاتلون مرتبطون بتنظيم القاعدة، فيما أكدت واشنطن أمس الأحد أنها تساند بغداد في معركتها مع القاعدة، رافضًة إمكان نشر جنود أميركيين على الأرض. بينما أعلن نائب رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد حجازي، أن بلاده مستعدة لمساعدة العراق عسكريًا في قتاله ضد مسلحي تنظيم القاعدة. وقال مسؤول حكومي عراقي لوكالة فرانس برس الأحد، إن «القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة وهي حتى الآن لم تنفذ سوى عمليات نوعية بواسطة القوات الخاصة ضد مواقع محددة». وأضاف «الجيش حاليا ينتشر في مواقع خارج المدينة ليسمح للسكان بالنزوح إلى أماكن أخرى قبل شن الهجوم لسحق الإرهابيين»، رافضا تحديد موعد بدء الهجوم. بدوره، قال قائد القوات البرية في الجيش العراقي الفريق علي غيدان في تصريح لفرانس برس «لا علم لدينا عما يجري في الفلوجة، ولكن على الفلوجة أن تنتظر القادم». وكانت القوات الأمنية العراقية خسرت السبت الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في أيدي مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة، لتتحول من جديد إلى معقل للمتمردين المتطرفين بعد 8 أعوام من الحربين الأميركيتين. وقال مصدر أمني عراقي رفيع المستوى في الأنبار لفرانس برس السبت إن الفلوجة التي لا تبعد عن العاصمة بغداد سوى 60 كلم «خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة تنظيم داعش»، في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، الفرع العراقي والسوري لتنظيم القاعدة. وأضاف المصدر أن المناطق المحيطة بالفلوجة التي أعلنت ولاية اسلامية «في أيدي الشرطة المحلية»، بينما ذكر قائد شرطة الأنبار هادي رزيج أن «أهل الفلوجة أسرى لدى عناصر داعش»، مؤكدًا أن الشرطة انسحبت بالكامل إلى أطراف المدينة. وتعمل القوات الحكومية مدعومة بمسلحي العشائر على طرد مقاتلي «داعش» من آخر المناطق التي يسيطرون عليها وخصوصا تلك الواقعة في شرق المدينة. وقال غيدان لفرانس برس إن «المدينة تم تطهيرها بشكل كبير لكن هناك بعض الجيوب يجري معالجتها، وهي محاولة من داعش للاستمرار كي يحصلوا على دعم من خارج المدينة ومحاولة اسنادهم بعد طردهم منها وقتل العشرات منهم». وأعلن غيدان مقتل 11 مقاتلَا أفغانياً ومن جنسيات عربية مختلفة على الطريق السريع المؤدي إلى الفلوجة من بغداد، بعد يوم من مقتل 55 مقاتلًا من «داعش» وثمانية عسكريين ومسلحين اثنين من العشائر التي تقاتل التي جانب القوات الحكومية. وذكر من جهته شاهد عيان لفرانس برس أن تنظيم «داعش» تمكن من السيطرة على قرية البوبالي شرق الرمادي بعد معارك مع قوات حكومية ومسلحي العشائر.